منتدى واسطيون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
flash
flash
نائب المدير

نائب المدير
ذكر
عدد المساهمات : 269
نقاط العضو : 710
تاريخ التسجيل : 18/07/2011

جديد كلمات‌ ومواعظ‌ وخطب‌ أبي‌ عبد الله‌ الحسين‌ بن علي عليه‌ السلام اثناء مسيرته الى كربلاء

الأحد نوفمبر 25, 2012 9:15 am

اقدم لكم مجموعة كلمات‌ ومواعظ‌ وخطب‌ أبي‌ عبد الله‌ الحسين‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌

نقلا عن كتاب (لَمَعات‌ الحُسين‌) عليه‌ السلام‌ لمؤلفه السيِّد محمّد الحُسين‌ الحُسينيّ الطهراني‌ّ (قدس سره)

وهو عبارة عن كرّاسة‌ حاوية‌ لهذه الكلمات‌ والمواعظ‌ والخطب‌ مع ذكر مصادرها من‌ الكتب‌ المعتبرة‌

وهي‌ ـ لاختصارها وبساطتها ـ قابلة‌ للحفظ‌ من‌ قبل‌ العموم‌ وخاصّة‌ طلاّب‌ العلوم‌ الدينيّة‌ وطلبة‌ الجامعات‌ الملتزمين‌


****************

القسم الأول: خطب و مواعظ سيد الشهداء علیه السلام ، مناشدته للاصحاب، اشعاره فی جواب الفرزدق، کلامه عند مواجهة الحر ، استعداده للشهادة/


-----

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

و صلَّي‌ اللهُ علي‌ محمّد و آله‌ الطّاهرينَ

و لعنةُ الله‌ علي‌ أَعدائهم‌ أجمعين‌ من‌ الآن‌ إلي‌ يَوْمِ الدين‌

و لا حَوْلَ و لا قُوَّةَ إلاّ باللهِ العليِّ العَظِيمِ



كلام‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ في‌ لزوم‌ معرفة‌ الله‌

* من‌ كلامٍ للإمام‌ سيّد الشهداء أبي‌ عبد الله‌ الحسين‌ ابن‌ عليّ بن‌ أبي‌ طالب‌ عليهم‌ السلام‌ خطب‌ به‌ أصحابه‌ يوماً :

أَيُّهَا النَّاسُ ! إنَّ اللَهَ مَا خَلَقَ خَلْقَ اللَهِ إلاَّ لِيَعْرِفُوهُ؛ فَإذَا عَرَفُوهُ عَبَدُوهُ ؛ وَاسْتَغْنَوْا بِعِبَادَتِهِ عَنْ عِبَادَةِ مَا سِواهُ .

فَقَالَ رَجُلٌ : يَابْنَ رَسُولِ اللَهِ ! فَمَا مَعْرِفَةُ اللَهِ عَزَّوَجَلَّ ؟

فَقَالَ : مَعْرِفَةُ أَهْلِ كُلِّ زَمَانٍ ، إمَامَهُ الَّذِي‌ يَجِبُ عَلَيْهِمْ طَاعَتُهُ . [4]


خطبته‌ عليه‌ السّلام‌ لإصلاح‌ الناس‌

* وقال‌ في‌ نهاية‌ الخطبة‌ التي‌ أنشأها عليه‌ السلام‌ وتطرّق‌ فيها إلي‌ ترك‌ الامر بالمعروف‌ والنهي‌ عن‌ المنكر وإلي‌ الثورة‌ علي‌ الظَّلَمة‌ وحكّام‌ الجور ، وتحدّث‌ فيها مفصّلاً عن‌ محروميّة‌ المظلومين‌ والتفرّق‌ عن‌ الحقّ ؛ وذكّر ضمناً بأنّ : مَجَارِي‌ الاْمُورِ وَالاْحْكَامِ عَلَي‌ أَيْدِي‌ الْعُلَمَآءِ بِاللَهِ ، الاْمَنَآءِ عَلَي‌ حَلاَلِهِ وَحَرَامِهِ ، قال‌ :

اللَهُمَّ إنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَا كَانَ مِنَّا [5] تَنَافُساً فِي‌سُلْطَانٍ ، وَلاَ الْتِمَاساً مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ ، وَلَكِنْ لِنَرَي‌ الْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ ، وَنُظْهِرَ الإصْلاَحَ فِي‌ بِلاَدِكَ، وَيَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ ، وَيُعْمَلَ بِفَرَائِضِكَ وَسُنَنِكَ وَأَحْكَامِكَ .

فَإنْ لَمْ تَنْصُرُونَا [6] وَتُنْصِفُونَا قَوِي‌َ الظَّلَمَةُ عَلَيْكُمْ ، وَعَمِلُوا فِي‌ إطْفَاءِ نُورِ نَبِيِّكُمْ ؛ وَحَسْبُنَا اللَهُ ، وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا، وَإلَيْهِ أَنَبْنَا ، وَإلَيْهِ الْمَصِيرُ. [7]


وصيّته‌ عليه‌ السّلام‌ إلي‌ محمّد بن‌ الحنفيّة‌

* وحين‌ عَزَم‌ عليه‌ السلام‌ علي‌ الخروج‌ من‌المدينة‌ المنوّرة‌ إلي‌ مكّة‌ المكرّمة‌ ، فكتب‌ وصيّةً وطواها وختمها بخاتمه‌ ودفعها إلي‌ أخيه‌ محمّد بن‌ الحنفيّة‌ ، ثمّ ودّعه‌ وسار في‌ جوف‌ الليل‌ بجميع‌ أهل‌ بيته‌ إلي‌ مكّة‌ ليلة‌ الثالث‌ من‌ شعبان‌ لسنة‌ ستّين‌ هجريّة‌ ؛ وتلك‌ الوصيّة‌ هي‌ :

بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ ؛ هَذَا مَا أَوْصَي‌ بِهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِي‌ِّ بْنِ أَبِي‌طَالِبٍ إلَي‌ أَخِيهِ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْحَنَفِيَّةِ :

إنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِي‌ٍّ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ؛ وَأَنَّ مُحَمَّداً صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ؛ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ الْحَقِّ . وَأَنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَقٌّ ؛ ) وَأَنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَهَ يَبْعَثُ مَن‌ فِي‌ الْقُبُورِ ) .

إنِّي‌ لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَلاَ بَطِراً وَلاَ مُفْسِداً وَلاَظَالِماً؛ وَإنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإصْلاَحِ فِي‌ أُمَّةِ جَدِّي‌ مُحَمَّدٍ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ؛ أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَي‌ عَنِ الْمُنْكَرِ ؛ وَأَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي‌ وَسِيرَةِ أَبِي‌ عَلِي‌ِّ بْنِ أَبِي‌ طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ .

فَمَنْ قَبِلَنِي‌ بِقَبُولِ الْحَقِّ ، فَاللَهُ أَوْلَي‌ بِالْحَقِّ ؛ وَمَنْ رَدَّ عَلَي‌َّ هَذَا ، أَصْبِرُ حَتَّي‌ يَقْضِي‌َ اللَهُ بَيْنِي‌ وَبَيْنَ الْقَوْمِ بِالْحَقِّ ؛ ) وَهُوَ خَيْرُ الْحَـ'كِمِينَ ) .

وَهَذِهِ وَصِيَّتِي‌ إلَيْكَ يَا أَخِي‌ ؛ ) وَمَا تَوْفِيقِي‌´ إلاَّ بِاللَهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) ؛ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَي‌ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَي‌ ؛ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ . [8]


الحثّ علي‌ المكارم‌

* ومن‌ جملة‌ خطبه‌ عليه‌ السلام‌ التي‌ أوردها علي‌ّ ابن‌ عيسي‌ الإربليّ :

خَطَبَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ؛ فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ! نَافِسُوا فِي‌ الْمَكَارِمِ ، وَسَارِعُوا فِي‌ الْمَغَانِمِ ، وَلاَتَحْتَسِبُوا بِمَعْرُوفٍ لَمْ تَعْجَلُوا ؛ وَاكْسِبُوا الْحَمْدَ بِالنُّجْحِ، وَلاَ تَكْتَسِبُوا بِالْمَطْلِ ذَمّاً ؛ فَمَهْمَا يَكُنْ لاِحَدٍ عِنْدَ أَحَدٍ صَنِيعَةٌ لَهُ رَأَي‌ أَنَّهُ لاَ يَقُومُ بِشُكْرِهَا فَاللَهُ لَهُ بِمُكَافَأَتِهِ ؛ فَإنَّهُ أَجْزَلُ عَطَاءً وَأَعْظَمُ أَجْراً . [9]

وَاعْلَمُوا أَنَّ حَوَائِجَ النَّاسِ إلَيْكُمْ مِنْ نِعَمِ اللَهِ عَلَيْكُمْ ؛ فَلاَ تَمَلُّوا النِّعَمَ فَتَحُورَ نِقَماً . [10]

وَاعْلَمُوا أَنَّ الْمَعْرُوفَ مُكْسِبٌ حَمْداً ، وَمُعْقِبٌ أَجْراً . فَلَوْ رَأَيْتُمُ الْمَعْرُوفَ رَجُلاً رَأَيْتُمُوهُ حَسَناً جَمِيلاً يَسُرُّ النَّاظِرِينَ ؛ وَلَوْ رَأَيْتُمُ اللُؤْمَ رَأَيْتُمُوهُ سَمِجاً مُشَوَّهاً تَنَفَّرُ مِنْهُ الْقُلُوبُ ، وَتَغُضُّ دُونَهُ الاْبْصَارُ . [11]

أَيُّهَا النَّاسُ ! مَنْ جَادَ سَادَ ، وَ مَنْ بَخِلَ رَذِلَ . وَ إنَّ أَجْوَدَ النَّاسِ مَنْ أَعْطَي‌ مَنْ لاَ يَرْجُوهُ ؛ وَإنَّ أَعْفَي‌ النَّاسِ مَنْ عَفَا عَنْ قُدْرَةٍ ؛ وَإنَّ أَوْصَلَ النَّاسِ مَنْ وَصَلَ مَنْ قَطَعَهُ.

وَالاْصُولُ عَلَي‌ مَغَارِسِهَا بِفُرُوعِهَا تَسْمُو ؛ فَمَنْ تَعَجَّلَ لاِخِيهِ خَيْراً وَجَدَهُ إذَا قَدِمَ عَلَيْهِ غَداً .

وَمَنْ أَرَادَ اللَهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَي‌ بِالصَّنِيعَةِ إلَي‌ أَخِيهِ كَافَأَهُ بِهَا فِي‌ وَقْتِ حَاجَتِهِ ، وَصَرَفَ عَنْهُ مِنْ بَلاَءِ الدُّنْيَا مَاهُوَ أَكْثَرُ مِنْهُ . وَمَنْ نَفَّسَ كُرْبَةَ مُؤْمِنٍ فَرَّجَ اللَهُ عَنْهُ كُرَبَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ . وَمَنْ أَحْسَنَ أَحْسَنَ اللَهُ إلَيْهِ ، وَاللَهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [12] .


أُسلوب‌ اجتناب‌ المعاصي‌

* و من‌ جملة‌ مواعظه‌ عليه‌ السلام‌ :

رُوِيَ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِي‌ٍّ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ جَاءَهُ رَجُلٌ وَقَالَ : أَنَا رَجُلٌ عَاصٍ ، وَلاَ أَصْبِرُ عَنِ الْمَعْصِيَةِ ؛ فَعِظْنِي‌ بِمَوْعِظَةٍ !

فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : افْعَلْ خَمْسَةَ أَشْيَاءَ ؛ وَأَذْنِبْ مَا شِئْتَ !

فَأَوَّلُ ذَلِكَ : لاَ تَأْكُلْ رِزْقَ اللَهِ ؛ وَأَذْنِبْ مَا شِئْتَ !

وَالثَّانِي‌ : اخْرُجْ مِنْ وِلاَيَةِ اللَهِ ؛ وَأَذْنِبْ مَاشِئْتَ !

وَالثَّالِثُ : اطْلُبْ مَوْضِعاً لاَ يَرَاكَ اللَهُ ؛ وَأَذْنِبْ مَاشِئْتَ !

وَالرَّابِـعُ : إذَا جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ رُوحَكَ فَادْفَعْهُ عَنْ نَفْسِكَ ؛ وَأَذْنِبْ مَا شِئْتَ !

وَالْخَامِسُ : إِذَا أَدْخَلَكَ مَالِكٌ فِي‌ النَّارِ فَلاَ تَدْخُلْ فِي‌ النَّارِ ، وَأَذْنِبْ مَاشِئْتَ ! [13]


مواعظ‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌

* وورد عن‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ أنّه‌ قال‌ :

حَدَّثَنِي‌ أَبِي‌ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ أَنَّ رَجُلاً مِنْأَهْلِ الْكُوفَةِ كَتَبَ إلَي‌ أَبِي‌ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِي‌ٍّ عَلَيْهِمَاالسَّلاَمُ:

يَا سَيِّدِي‌ ؛ أَخْبِرْنِي‌ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ !

فَكَتَبَ صَلَوَاتُ اللَهِ عَلَيْهِ : بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . أَمَّا بَعْدُ ، فَإنَّ مَنْ طَلَبَ رِضَـا اللَهِ بِسَخَطِ النَّاسِ ، كَفَاهُ اللَهُ أُمُورَ النَّاسِ ؛ وَمَنْ طَلَبَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَهِ ، وَكَلَهُ اللَهُ إلَي‌ النَّاسِ ؛ وَالسَّلاَمُ . [14]

* ورُوي‌ عن‌ كتاب‌ «أعلام‌ الدين‌» :

قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : دِرَاسَةُ الْعِلْمِ لِقَاحُ الْمَعْرِفَةِ ؛ وَطُولُ التَّجَارِبِ زِيَادَةٌ فِي‌ الْعَقْـلِ؛ وَالشَّرَفُ التَّقْوَي‌ ؛ والْقُنُوعُ رَاحَةُ الاْبْدَانِ . وَمَنْ أَحَبَّكَ نَهَاكَ ؛ وَمَنْأَبْغَضَكَ أَغْرَاكَ . [15]

* و من‌ مواعظه‌ عليه‌ السلام‌ :

وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : إيَّاكَ وَمَا تَعْتَذِرُ مِنْهُ ؛ فَإنَّ الْمُؤْمِنَ لاَيُسِي‌ءُ وَلاَيَعْتَذِرُ ، وَالْمُنَافِقُ كُلَّ يَوْمٍ يُسِي‌ءُ وَيَعْتَذِرُ . [16]

* ومن‌ مواعظه‌ عليه‌ السلام‌ :

وَقَالَ لاِبْنِهِ عَلِي‌ِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ :

أَي‌ْ بُنَي‌َّ ! إيَّاكَ وَظُلْمَ مَنْ لاَ يَجِدُ عَلَيْكَ نَاصِراً إلاَّاللَهَ جَلَّ وَعَزَّ . [17]


خطبته‌ عليه‌ السلام‌ بمني‌ وتنوير الاذهان‌ في‌ زمن‌ معاوية‌

* وفي‌ كتاب‌ سليم‌ بن‌ قيس‌ :

لمّا مات‌ الحسن‌ بن‌ عليّ عليهما السلام‌ (استشهد الإمام‌ الحسن‌ المجتبي‌ عليه‌ السلام‌ بالسمّ في‌ سنة‌ 49 هجريّة‌ علي‌ يد زوجته‌ جعدة‌ بنت‌ الاشعث‌ بن‌ قيس‌ بإيعاز من‌ معاوية‌ [18] )، لم‌تزل‌ الفتنة‌ والبلاء يعظمان‌ ويشتدّان‌ (علي‌ الشيعة‌) ، فلم‌ يبقَ ولي‌ّ للّه‌ إلاّ خائفاً علي‌ دمه‌ ، (وفي‌ رواية‌ أُخري‌ : إلاّ خائفاً علي‌دمه‌ أنّه‌ مقتول‌)، وإلاّ طريداً وإلاّ شريداً ، ولم‌ يبق‌ عدوّ للّه‌ إلاّ مظهراً حجّته‌ غير مستتر ببدعته‌ وضلالته‌ ؛ فلمّا كان‌ قبل‌ موت‌ معاوية‌ بسنة‌ [19] حجّ الحسينُ بنُ علي‌ّ صلوات‌ الله‌ عليه‌ وعبد الله‌ بن‌ عبّاس‌ وعبد الله‌ بن‌ جعفر معه‌ ، فجمع‌ الحسينُ عليه‌ السلام‌ بني‌ هاشم‌ رجالهم‌ ونساءهم‌ ومواليهم‌ ومن‌ الانصار ممّن‌ يعرفه‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌ وأهل‌ بيته‌ ، ثمّ أرسل‌ رسلاً لاتَدَعوا أحداً ممّن‌ حجّ العام‌ من‌ أصحاب‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ المعروفين‌ بالصلاح‌ والنسك‌ إلاّاجمعهم‌ [20] لي‌ ، فاجتمع‌ إليه‌ بمني‌ أكثر من‌ سبعمائة‌ رجل‌ وهم‌ في‌ سرادقه‌ ، عامّتهم‌ من‌ التابعين‌ ونحو من‌مائتي‌ رجل‌ من‌ أصحاب‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ .

فَقَامَ فِيهِمْ خَطِيباً ، فَحَمِدَ اللَهَ وَأَثْنَي‌ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ :

أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإنَّ هَذَا الطَّاغِيَةَ [21] قَدْ فَعَلَ بِنَا وَبِشِيعَتِنَا مَاقَدْ رَأَيْتُمْ وَعَلِمْتُمْ وَشَهِدْتُمْ !

وَإنِّي‌ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكُمْ عَنْ شَي‌ْءٍ ؛ فَإِنْ صَدَقْتُ فَصَدِّقُونِي‌ ، وَإِنْ كَذَبْتُ فَكَذِّبُونِي‌ !

وَأَسْأَلُكُمْ بِحَقِّ اللَهِ عَلَيْكُمْ وَحَقِّ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَقَرَابَتِي‌ مِنْ نَبِيِّكُمْ لَمَّا سَيَّرْتُمْ مَقَامِي‌ هَذَا وَوَصَفْتُمْ مَقَالَتِي‌ ، وَدَعَوْتُمْ أَجْمَعِينَ فِي‌ أَمْصَارِكُمْ مِنْ قَبَائِلِكُمْ مَنْ آمَنْتُمْ مِنَ النَّاسِ (وَفِي‌ رِوَايَةٍ أُخْرَي‌ بَعْدَ قَوْلِهِ : فَكَذِّبُونِي‌ : اسْمَعُوا مَقَالَتِي‌ وَاكْتُبُوا قَوْلِي‌ ، ثُمَّ ارْجِعُوا إلَي‌ أَمْصَارِكُمْ وَقَبَائِلِكُمْ فَمَنْ آمَنْتُمْ مِنَ النَّاسِ) وَوَثِقْتُمْ بِهِ فَادْعُوهُمْ إلَي‌ مَا تَعْلَمُونَ مِنْ حَقِّنَا ؛ فَإِنِّي‌ أَتَخَوَّفُ أَنْ يَدْرُسَ هَذَا الاْمْرُ وَيَذْهَبَ الْحَقُّ وَيُغْلَبَ ؛ ) وَاللَهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكَـ'فِرُونَ ) .

وَمَا تَرَكَ شَيْئاً مِمَّا أَنْزَلَ اللَهُ فِيهِمْ مِنَ الْقُرآنِ إلاَّتَلاَهُ وَفَسَّرَهُ ؛ وَلاَ شَيْئاً مِمَّا قَالَهُ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي‌ أَبِيهِ وَأَخِيهِ وَأُمِّهِ وَفِي‌ نَفْسِهِ وَأَهْلِبَيْتِهِ إلاَّ رَوَاهُ . وَكُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ أَصْحَابُهُ : اللَهُمَّ نَعَمْ! وَقَدْ سَمِعْنَا وَشَهِدْنَا ؛ وَ يَقُولُ التَّابِعِي‌ُّ : اللَهُمَّ قَدْحَدَّثَنِي‌ بِهِ مَنْ أُصَدِّقُهُ وَأَئْتَمِنُهُ مِنَ الصَّحَابَةِ .


مناشدته‌ عليه‌ السلام‌ للاصحاب‌ والتابعين‌

فَقَالَ : أَنْشُدُكُمُ اللَهَ إلاَّ حَدَّثْتُمْ بِهِ مَنْ تَثِقُونَ بِهِ وَبِدِينِهِ !

قَالَ سُلَيْمٌ : فَكَانَ فِيمَا نَاشَدَهُمُ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَذَكَّرَهُمْ أَنْ قَالَ :

أَنْشُدُكُمُ اللَهَ ! أَتَعْلَمُونَ أَنَّ عَلِي‌َّ بْنَ أَبِي‌ طَالِبٍ كَانَأَخَا رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حِينَ آخَي‌ بَيْنَ أَصْحَابِهِ فَآخَي‌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ وَقَالَ : أَنْتَ أَخِي‌ وَأَنَا أَخُوكَ فِي‌ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ؟

قَالُوا : اللَهُمَّ نَعَمْ !

قَالَ : أَنْشُدُكُمُ اللَهَ ! أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ نَصَبَهُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ فَنَادَي‌ لَهُ بِالْوِلاَيَةِ ؛ وَقَالَ : لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ؟

قَالُوا : اللَهُمَّ نَعَمْ !

قَالَ : أَنْشُدُكُمُ اللَهَ ! أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ فِي‌ آخِرِ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا : إنِّي‌ تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ : كِتَابَ اللَهِ وَأَهْلَ بَيْتِي‌ فَتَمَسَّكُوا بِهِمَا لَنْتَضِلُّوا؟

قَالُوا : اللَهُمَّ نَعَمْ !

و بعد نقل‌ فِقْرات‌ كثيرة‌ من‌ هذه‌ المناشدة‌ ، قال‌ :

ثُمَّ نَاشَدَهُمْ أَنَّهُمْ قَدْ سَمِعُوهُ يَقُولُ : مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي‌ وَيُبْغِضُ عَلِيّاً فَقَدْ كَذَبَ ؛ لَيْسَ يُحِبُّنِي‌ وَيُبْغِضُ عَلِيّاً. فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَهِ ! وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟

قَالَ : لاِنَّهُ مِنِّي‌ وَأَنَا مِنْهُ ؛ مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِي‌ ، وَمَنْ أَحَبَّنِي‌ فَقَدْ أَحَبَّ اللَهَ ؛ وَمَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِي‌ ، وَمَنْ أَبْغَضَنِي‌ فَقَدْ أَبْغَضَ اللَهَ ؟

فَقَالُوا : اللَهُمَّ نَعَمْ ! قَدْ سَمِعْنَا . وَتَفَرَّقُوا عَلَي‌ ذَلَكَ . [22]


خطبته‌ عليه‌ السلام‌ عند خروجه‌ من‌ مكّة‌


* خطبته‌ عليه‌ السلام‌ في‌ مكّة‌ المكرّمة‌ حين‌ عزم‌ علي‌ الخروج‌ إلي‌ كربلاء :

وَرُوِي‌َ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَّا عَزَمَ عَلَي‌ الْخُرُوجِ إلَي‌ الْعِرَاقِ قَامَ خَطِيباً ، فَقَال‌ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ؛ مَاشَاءَ اللَهُ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ ؛ وَصَلَّي‌ اللَهُ عَلَي‌ رَسُولِهِ .

خُطَّ الْمَوْتُ عَلَي‌ وُلْدِ آدَمَ مَخَطَّ الْقِلاَدَةِ عَلَي‌ جِيدِ الْفَتَاةِ . وَمَا أَوْلَهَنِي‌ إلَي‌ أَسْلاَفِي‌ اشْتِيَاقَ يَعْقُوبَ إلَي‌ يُوسُفَ . وَخُيِّرَ لِي‌ مَصْرَعٌ أَنَا لاَقِيهِ ؛ كَأَنِّي‌ بَأَوْصَالِي‌ تَتَقَطَّعُهَا عُسْلاَنُ الْفَلَوَاتِ بَيْنَ النَّوَاوِيسِ وَكَرْبَلاَءَ ؛ فَيَمْلاَنَ مِنِّي‌ أَكْرَاشاً جُوفاً ، وَأَجْرِبَةً سُغْباً .

لاَ مَحِيصَ عَنْ يَوْمٍ خُطَّ بِالْقَلَمِ . رِضَا اللَهِ رِضَانَا أَهْلَ الْبَيْتِ ؛ نَصْبِرُ عَلَي‌ بَلاَئِهِ ، وَيُوَفِّينَا أُجُورَ الصَّابِرِينَ.

لَنْ تَشُذَّ عَنْ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لُحْمَتُهُ ، وَهِي‌َ مَجْمُوعَةٌ لَهُ فِي‌ حَظِيرَةِ الْقُدْسِ ، تَقِرُّ بِهِمْ عَيْنُهُ ، وَيُنْجَزُ لَهُمْ وَعْدُهُ .

مَنْ كَانَ فِينَا بَاذِلاً مُهْجَتَهُ ، وَمُوَطِّناً عَلَي‌ لِقَاءِ اللَهِ نَفْسَهُ ، فَلْيَرْحَلْ مَعَنَا ؛ فَإنَّنِي‌ رَاحِلٌ مُصْبِحاً إنْ شَاءَ اللَهُ تَعَالَي‌ . [23]


أشعاره‌ عليه‌ السلام‌ في‌ جواب‌ الفرزدق‌ و محادثته‌ معه‌

* وقد التقاه‌ (عليه‌ السلام‌) وهو متوجّه‌ إلي‌ الكوفة‌ الفرزدقُ بن‌ غالب‌ (الشاعر المعروف‌ في‌ ذلك‌ العصر) وقال‌ له‌ :

يابنَ رسولِ الله‌ ؟ كيفَ تَركَنُ إلي‌ أهل‌ الكوفةِ وهم‌ الذين‌ قَتلوا ابنَ عَمِّك‌ مسلمَ بنَ عقيل‌ وشيعته‌ ؟

فترحّمَ (الحسينُ) علي‌ مُسلمٍ وقال‌ : صار إلي‌ رَوْحِ اللَهِ ورِضوانِهِ ، أما إنَّهُ قَضَي‌ مَا عَلَيهِ وبَقِي‌ مَا عَلَيْنَا وأنشده‌:

وَإنْ تَكُنِ الدُّنْيَا تُعَدُّ نَفِيسَةً فَدَارُ ثَوَابِ اللَهِ أَعْلَي‌ وَأَنْبَلُ

وَإنْ تَكُنِ الاْبْدَانُ لِلْمَوْتِ أُنْشِئَتْ فَقَتْلُ امْرِيً بِالسَّيْفِ فِي‌ اللَهِ أَفْضَلُ

وَإنْ تَكُنِ الاْرْزَاقُ قِسْمـاً مُقَـدَّراً فَقِلَّةُ حِرْصِ الْمَرْءِ فِي‌ الْكَسْبِ أَجْمَلُ

وَإنْ تَكُنِ الاْمْوَالُ لِلتَّرْكِ جَمْعُهَا فَمَا بَالُ مَتْرُوكٍ بِهِ الْمَرْءُ يَبْخَلُ [24]

وقال‌ الكثير من‌ أصحاب‌ المقاتل‌ إنّه‌ عليه‌ السلام‌ كان‌ يرتجز يوم‌ عاشوراء ويقاتل‌ بسيفه‌ ، ويتمثّل‌ في‌رجزه‌ بهذه‌ الاشعار ؛ مثل‌ المحدّث‌ القمّيّ في‌ «نفس‌المهموم‌» والشيخ‌ سليمان‌ القندوزيّ في‌ «ينابيع‌ المودّة‌». [25]

* يقول‌ علي‌ّ بن‌ عيسي‌ الإربِليّ :

قَالَ الْفَرَزْدَقُ : لَقِيَنِي‌ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي‌مُنْصَرَفِي‌ مِنَ الْكُوفَةِ؛

فَقَالَ : مَا وَرَاكَ يَا أَبَا فِرَاسٍ؟

قُلْتُ : أَصْدُقُكَ ؟!

قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : الصِّدْقَ أُرِيدُ !

قُلْتُ : أَمَّا الْقُلُوبُ فَمَعَكَ ؛ وَأَمَّا السُّيُوفُ فَمَعَ بَنِي‌ أُمَيَّةَ ؛ وَالنَّصْرُ مِنْ عِنْدِ اللَهِ .

قَالَ : مَا أَرَاكَ إلاَّ صَدَقْتَ ! النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنْيَا وَالدِّينُ لَغْوٌ عَلَي‌ أَلْسِنَتِهِمْ ؛ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ بِهِ مَعَايِشُهُمْ ؛ فَإذَا مُحِّصُوا بِالْبَلاَءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ . [26]


خطبة‌ الإمام‌ عليه‌ السلام‌ عند ممانعة‌ الحرّ إیّاه‌

* وحين‌ اعترض‌ الحرُّ بن‌ يزيد الرياحيّ الإمامَ ومنعه‌ بشدّة‌ من‌ التوجّه‌ إلي‌ الكوفة‌ أو الرجوع‌ إلي‌ المدينة‌، فقام‌ عليه‌ السلام‌ في‌ «ذي‌ حَسَم‌» وفق‌ رواية‌ الطبريّ في‌تأريخه‌ عن‌ عَقَبة‌ بن‌ أبي‌ العيزار :

فَحَمِدَ اللَهَ وَأَثْنَي‌ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، إنَّهُ قَدْ نَزَلَ مِنَ الاْمْرِ مَا قَدْ تَرَوْنَ ؛ وَإنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَغَيَّرَتْ وَتَنَكَّرَتْ وَأَدْبَرَ مَعْرُوفُهَا وَاسْتَمَرَّتْ حَذَّاءَ ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إلاَّ صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإنَاءِ ، وَخَسِيسُ عَيْشٍ كَالْمَرْعَي‌ الْوَبِيلِ .

أَلاَ تَرَوْنَ أَنَّ الْحَقَّ لاَيُعْمَلُ بِهِ ، وَأَنَّ الْبَاطِلَ لاَيُتَنَاهَي‌ عَنْهُ ؟! لِيَرْغَبِ الْمُؤْمِنُ فِي‌ لِقَاءِ اللَهِ مُحِقّاً ؛ فَإنِّي‌ لاَ أَرَي‌ الْمَوتَ إلاَّ سَعَادَةً ، وَلاَ الْحَيَاةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إلاَّبَرَماً . [27]

وزاد في‌ كتاب‌ «تحف‌ العقول‌» هذه‌ الجملة‌ بعد ذكره‌ لهذه‌ الجملات‌ من‌ الخطبة‌ : قال‌ عليه‌ السلام‌ :

إنَّ النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنيَا ، وَالدِّينُ لَعْقٌ عَلَي‌ أَلْسِنَتِهِمْ، يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ ؛ فَإذَا مُحِّصُوا بِالْبَلاَءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ . [28]

فقام‌ آنذاك‌ زُهَيْر بن‌ القَيْن‌ ونافِع‌ بن‌ هِلال‌ وبُرَيْر ابن‌ خُضير ، كلاّ بدوره‌ ، فتكلّموا وأظهروا موالاتهم‌ ومساندتهم‌ للإمام‌ .

* وأقبل‌ الحرّ بن‌ يزيد يُساير الإمام‌ ولا يُفارقه‌ وهو يقول‌ له‌ : يَا حسين‌ ! إنّي‌ أُذكِّركَ اللهَ في‌ نفسكَ ، فإنّي‌ أشهَد لَئن‌ قاتلتَ لَتُقْتَلَنَّ .


كلامه‌ عليه‌ السلام‌ في‌ جواب‌ تهديد الحرّ

فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : أَفَبِالْمَوْتِ تُخَوِّفُنِي‌ ؟! وَهَلْ يَعْدُو بِكُمُ الْخَطْبُ إنْ تَقْتُلُونِي‌ ؟! [29]

وَسَأَقُولُ كَمَا قَالَ أَخُو الاْوْسِ لاِبْنِ عَمِّهِ وَهُوَ يُرِيدُ نُصْرَةَ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ؛ فَخَوَّفَهُ ابْنُعَمِّهِ وَقَالَ : أَيْنَ تَذْهَبُ ؟ فَإنَّكَ مَقْتُولٌ .

فَقَالَ :

سَأَمْضِي‌ وَ مَا بِالْمَوْتِ عَارٌ عَلَي‌ الْفَتَي‌ إذَا مَا نَوَي‌ حَقّاً وَ جَاهَدَ مُسْلِمَا

وَ وَاسَي‌ الرِّجَالَ الصَّالِحِينَ بِنَفْسِهِ وَ فَارَقَ مَثْبُوراً وَ خَالَفَ مُجْرِمَا

فَإنْ عِشْتُ لَمْ أَنْدَمْ وَ إنْ مِتُّ لَمْ أُلَمْ كَفَي‌ بِكَ ذُلاّ أَنْ تَعِيشَ وَ تُرْغَمَا [30]


كلام‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ في‌ استعداده‌ للشهادة‌

* وربّما كانت‌ تلك‌ الكلمات‌ القيّمة‌ كالدرر التي‌ أوردها العلاّمة‌ المعاصر توفيق‌ أبوعلم‌ في‌ كتابه‌ الموسوم‌ بـ «أهل‌ البيت‌» كانت‌ إجابة‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ في‌هذا المكان‌ للحرّ بن‌ يزيد الرياحيّ ، حيث‌ يقول‌ :

لَيْسَ شَأْنِي‌ شَأْنَ مَنْ يَخَافُ الْمَوْتَ . مَا أَهْوَنَ الْمَوْتَ عَلَي‌ سَبِيلِ نَيْلِ الْعِزِّ وَإحْيَاءِ الْحَقِّ . لَيْسَ الْمَوْتُ فِي‌ سَبِيلِ الْعِزِّ إلاَّ حَيَاةً خَالِدَةً ؛ وَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ مَعَ الذُّلِّ إلاَّ الْمَوْتَ الَّذِي‌ لاَ حَيَاةَ مَعَهُ .

أَفَبِالْمَوْتِ تُخَوِّفُنِي‌ ؟! هَيْهَاتَ ؛ طَاشَ سَهْمُكَ ، وَخَابَ ظَنُّكَ ! لَسْتُ أَخَافُ الْمَوْتَ .

إنَّ نَفْسِي‌ لاَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ ، وَهِمَّتِي‌ لاَعْلَي‌ مِنْ أَنْأَحْمِلَ الضَّيْمَ خَوْفاً مِنَ الْمَوتِ ؛ وَهَلْ تَقْدِرُونَ عَلَي‌أَكْثَرَ مِنْ قَتْلِي‌ ؟!

مَرْحَباً بِالْقَتْلِ فِي‌ سَبيلِ اللَهِ ! وَلَكِنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ عَلَي‌ هَدْمِ مَجْدِي‌ وَمَحْوِ عِزَّتِي‌ وَشَرَفِي‌ ؛ فَإذاً لاَ أُبَالِي‌ مِنَ الْقَتْلِ . [31]

* وسيّد الشهداء هو القائل‌ :

مَوْتٌ فِي‌ عِزٍّ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي‌ ذُلٍّ . [32]

* وهو الذي‌ كان‌ يرتجز في‌ الحرب‌ حين‌ يحمل‌ علي‌ جيش‌ الاعداء فيقول‌ :

الْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الْعَارِ وَالْعَارُ أَوْلَي‌ مِنْ دُخُولِ النَّارِ [33] و [34]


خطبته‌ عليه‌ السلام‌ في‌ أصحابه‌ و أصحاب‌ الحرّ

* ونُقل‌ عن‌ الطبري‌ أنّ أبا مخنف‌ روي‌ عن‌ عَقَبَة‌ ابن‌ أبي‌ العيزار أنّ الحسين‌ عليه‌ السّلام‌ خطب‌ أصحابه‌ وأصحاب‌ الحرّ في‌ «البَيْضَة‌» :

فَحَمِدَ اللَهَ وَأَثْنَي‌ عَلَيْهِ ؛ ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ! إنَّرَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ : مَنْ رَأَي‌ سُلْطَاناً جَائِراً مُسْتَحِلاّ لِحُرَمِ اللَهِ ، نَاكِثاً لِعَهْدِ اللَهِ ، مُخَالِفاً لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، يَعْمَلُ فِي‌ عِبَادِاللَهِ بِالإثْمِ وَالْعُدْوَانِ ، فَلَمْ يُعَيِّرْ ] يُغَيِّرْ [ عَلَيْهِ بِفِعْلٍ وَلاَقَوْلٍ ؛ كَانَ حَقّاً عَلَي‌ اللَهِ أَنْ يُدْخِلَهُ مَدْخَلَهُ . أَلاَ وَإنَّ هَؤُلاَءِ [35] قَدْلَزِمُوا طَاعَةَ الشَّيْطَانِ ، وَتَرَكُوا طَاعَةَ الرَّحْمَنِ، وَأَظْهَرُوا الْفَسَادَ ، وَعَطَّلُوا الْحُدُودَ ، وَاسْتَأْثَرُوا بِالْفَي‌ْءِ ، وَأَحَلُّوا حَرَامَ اللَهِ ، وَحَرَّمُوا حَلاَلَهُ ؛ وَأَنَا أَحَقُّ مِنْ غَيْرٍ [36]] مَنْ غَيَّرَ ؛ مَنْ عَيَّرَ [ .

وَقَدْ أَتَتْنِي‌ كُتُبُكُمْ ، وَقَدِمَتْ عَلَي‌َّ رُسُلُكُمْ بِبَيْعَتِكُمْ أَنَّكُمْ لاَ تُسَلِّمُونِي‌ وَلاَ تَخْذُلُونِي‌ ؛ فَإنْتَمَمْتُمْ عَلَي‌ بَيْعَتِكُمْ تُصِيبُوا رُشْدَكُمْ .

فَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِي‌ٍّ ، وَابْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِاللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ؛ نَفْسِي‌ مَعَ أَنْفُسِكُمْ ، وَأَهْلِي‌ مَعَ أَهْلِيكُمْ [37] ؛ فَلَكُمْ فِي‌َّ أُسْوَةٌ . [38]

وإنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَنَقَضْتُمْ عَهْدَكُمْ ، وَخَلَعْتُمْ بَيْعَتِي‌ مِنْ أَعْنَاقِكُمْ ، فَلَعَمْرِي‌ مَا هِي‌َ لَكُمْ بِنُكْرٍ ؛ لَقَدْ فَعَلْتُمُوهَا بِأَبِي‌ وَأَخِي‌ وَابْنِ عَمِّي‌ مُسْلِمٍ .

وَالْمَغْرُورُ مَنِ اغْتَـرَّ بِـكُمْ ؛ فَحَظَّكُمْ أَخْطَأْتُمْ ؛ وَنَصِيبَكُمْ ضَيَّعْتُمْ ؛ وَ مَن‌ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَي‌' نَفْسِهِ. وَسَيُغْنِي‌ اللَهُ عَنْكُمْ . وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَهِ وَبَرَكَاتُهُ . [39]

* وحين‌ نزل‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ كربلاء دعا بدواة‌ وبياض‌ وكتب‌ نظير هذه‌ الخطبة‌ التي‌ ذُكرت‌ ، إلي‌أشراف‌ الكوفة‌ ممّن‌ يُظَنّ أنـّه‌ علي‌ رأيه‌ [40] ، ثمّ طوي‌ الكتاب‌ وختمه‌ بخاتمه‌ الشريف‌ ودفعه‌ إلي‌ قَيْس‌ بن‌ مُسْهر الصَّيداويّ وأمره‌ أن‌ يسير إلي‌ الكوفة‌ .


خطبة‌ الإمام‌ ليلة‌ عاشوراء في‌ أصحابه‌

* جمع‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ أصحابه‌ عند قرب‌ المساء ليوم‌ تاسوعاء ؛ قال‌ علي‌ّ بن‌ الحسين‌ زين‌العابدين‌ عليهما السلام‌ : فدنوتُ منه‌ لاسمع‌ ما يقول‌ لهم‌، وكنتُ إذ ذاك‌ مريضاً ، فسمعتُ أبي‌ يقول‌ لاصحابه‌:

أُثْنِي‌ عَلَي‌ اللَهِ أَحْسَنَ الثَّنَاءِ ؛ وَأَحْمَدُهُ عَلَي‌السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ .

اللَهُمَّ إنِّي‌ أَحْمَدُكَ عَلَي‌ أَنْ أَكْرَمْتَنَا بِالنُّبُوَّةِ ، وَعَلَّمْتَنَا الْقُرْآنَ ، وَفَقَّهْتَنَا فِي‌ الدِّينِ .

أَمَّا بَعْدُ ، فَإنِّي‌ لاَ أَعْلَمُ أَصْحَاباً أَوفَي‌ وَلاَ خَيْراً مِنْأَصْحَابِي‌ ، وَلاَ أَهْلَ بَيْتٍ أَبَرَّ وَ لاَ أَوْصَلَ مِنْ أَهْلِبَيْتِي‌ ؛ فَجَزَاكُمُ اللَهُ عَنِّي‌ خَيْرَ الْجَزَاءِ.

أَلاَ وَ إنِّي‌ قَدْ أَذِنْتُ لَكُمْ فَانْطَلِقُوا جَمِيعاً فِي‌ حِلٍّ ؛ لَيْسَ عَلَيْكُمْ مِنِّي‌ ذِمَامٌ. هَذَا اللَيْلُ قَدْ غَشِيَكُمْ فَاتَّخِذُوهُ جَمَلاً . [41]

فنهض‌ إخوته‌ وأبناؤه‌ وأبناء إخوته‌ وأبناء عبدالله‌ بن‌ جعفر ، ومسلم‌ بن‌ عوسجة‌ ، وزهير بن‌ القين‌ وجماعة‌ آخرون‌ من‌ الاصحاب‌ فتكلّم‌ كلٌّ منهم‌ معتذراً كلاماً معناه‌ : لا بقينا بعدك‌ ! لا أبقانا الله‌ بعدك‌ ! لن‌ يكون‌ ذلك‌ منّا أبداً! لوددنا لو كان‌ لدينا عدّة‌ أرواح‌ لنفديك‌ بها جميعاً !


دعاؤه‌ عليه‌ السلام‌ صبيحة‌ يوم‌ عاشوراء

* ويُروي‌ عن‌ سيّد الساجدين‌ وزين‌ العابدين‌ عليه‌السلام‌ أنّه‌ قال‌ :

لَمَّا صَبَّحَتِ الْخَيْلُ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، رَفَعَ يَدَيْهِ وَ قَالَ :

اللَهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي‌ فِي‌ كُلِّ كَرْبٍ ؛ وَأَنْتَ رَجَائِي‌ فِي‌كُلِّ شِدَّةٍ ؛ وَأَنْتَ لِي‌ فِي‌ كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِـي‌ ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ .

كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ ، وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ ، وَيَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ ؛ أَنْزَلْتُهُ بِكَ ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ ، رَغْبَةً مِنِّي‌ إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ؛ فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي‌ ، وَكَشَفْتَهُ ، وَكَفَيْتَهُ .

فَأَنْتَ وَلِي‌ُّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ ، وَمُنْتَهَي‌ كُلِّ رَغْبَةٍ . [42]

------

المراجعات:


[1] ـ الآية‌ 73 ، من‌ السورة‌ 21 : الانبياء .

[2] ـ «نهج‌ البلاغة‌» الخطبة‌ 231 ؛ ومن‌ شرح‌ عبده‌ ، طبع‌ مصر ، ج‌ 1 ، ص‌ 462 .

[3] ـ «نهج‌ البلاغة‌» الخطبة‌ 231 ؛ ومن‌ شرح‌ عبده‌ ، طبع‌ مصر ، ج‌ 1 ، ص‌ 461 .

[4] ـ روي‌ كلامَ الإمام‌ في‌ «ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ص‌ 594 من‌ج‌ 11 ، عن‌ العلاّمة‌ الشهير بابن‌ حسنويه‌ في‌ كتاب‌ «درّ بحر المناقب‌» ص‌ 128 مخطوط‌ ، عن‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ أنـّه‌ قال‌: خرج‌ الحسين‌ بن‌ علي‌ّ عليه‌ السلام‌ إلي‌ أصحابه‌ ليخطبهم‌ فقال‌: ـ الحديث‌ .

[5] ـ أي‌ من‌ الرغبة‌ في‌ النهوض‌ والإقدام‌ والامر بالمعروف‌ والنهي‌ عن‌ المنكر ونصرة‌ المظلومين‌ وقمع‌ الظالمين‌ .

[6] ـ جاء ضبط‌ هذه‌ العبارة‌ في‌ الطبعة‌ الاُولي‌ لكتاب‌ «لمعات‌ الحسين‌» عليه‌ السلام‌ والذي‌ كان‌ فيه‌ زنكوغراف‌ ذات‌ خطّ الحقير ـوذلك‌ طبق‌ النسخة‌ الوحيدة‌ الموجودة‌ بحوزتي‌ من‌ كتاب‌ «تحف‌ العقول‌» المطبوع‌ في‌ مكتبة‌ الصدوق‌، والمصحَّح‌ علي‌ يد المحقّق‌ المحترم‌ جناب‌ الحاجّ عليّ أكبر الغفّاريّ أمدّ الله‌ في‌ عمره‌ الشريف‌ ـ بتعبير فإنّكم‌ تنصرونا ، وقد نقلنا العبارة‌ وترجمناها بهذه‌ الكيفيّة‌ ، إلاّ أنّ المعني‌ ـ كما هو ظاهر ـ غير سليس‌ وفيه‌ تعقيد معنويّ ويحتاج‌ إلي‌ تقدير محذوف‌ ليوافق‌ المراد .

وبعد طباعة‌ الكتاب‌ راجعنا عدّة‌ نسخ‌ خطّيّة‌ ، فكانت‌ تحمل‌ نفس‌ العبارة‌ المذكورة‌ : فإنّكم‌ تنصرونا . ولمّا كان‌ لمصحّح‌ الكتاب‌ علاقة‌ معرفة‌ وصداقة‌ قديمة‌ مع‌ الحقير ، ونظراً لمعرفتي‌ بهمّته‌ العالية‌ في‌ أمر مراجعة‌ المصادر والدقّة‌ في‌ تصحيحها ، فقد أوكلتُ إليه‌ مهمّة‌ إيضاح‌ هذا المطلب‌ .

وقد أجاب‌ بمايلي‌ : لقد راجعتُ عند طبع‌ كتاب‌ «تُحف‌ العقول‌» عدّة‌ مصادر خطّيّة‌ ، فكانت‌ هذه‌ العبارة‌ في‌ جميعها علي‌ هذا النحو : فإنّكم‌ تنصرونا ، وقد التفتّ إلي‌ عدم‌ سلاسة‌ المعني‌ ، ولكن‌ لمّا كان‌ التصرّف‌ في‌ عبارة‌ مؤلّف‌ الكتاب‌ أمراً غير مقبول‌ ، فقد جري‌ طبع‌ الكتاب‌ بذلك‌ اللفظ‌ ، ثمّ اتّضح‌ فيما بعد بصورة‌ يقينيّة‌ تدعهما مجموعة‌ من‌ الشواهد أنّ أصل‌ تلك‌ العبارة‌ كان‌ فإن‌ لم‌ تنصرونا ، ثمّ إنّ النسّاخ‌ ألحقوا اللام‌ بالنون‌ : فإنْلَم‌ تنصرونا ، ولمّا كانت‌ هذه‌ الكيفيّة‌ من‌ الكتابة‌ غير مألوفة‌ ، فقد تصوّر النسّاخ‌ اللاحقون‌ أنّالعبارة‌ هي‌ فإنّكم‌ تنصرونا ، فحوّلوا اللام‌ كافاً ، فحصل‌ هذا التغيير في‌ مسار التحريفات‌ والتصحيفات‌ الكتابيّة‌ . ومن‌ هنا فإنّ أصل‌ العبارة‌ كان‌ علي‌ نحو القطع‌ واليقين‌ فإنْ لَمْ تنصرونا ـ انتهي‌ كلام‌ الحاجّ الغفّاريّ .

وبما أنّ هذه‌ الإجابة‌ وقعت‌ موقع‌ قبول‌ الحقير وتوقيعه‌ ، فتمّ ضبطها بصورة‌ فإن‌لم‌تنصرونا في‌ الطبعات‌ اللاحقة‌ الحروفيّة‌ ، كما ترجمت‌ بهذه‌ الصورة‌ .

[7] ـ «تُحف‌ العقول‌» ص‌ 239 ، من‌ الطبعة‌ الحروفيّة‌ .

[8] ـ أورد المحدّث‌ القمّيّ هذه‌ الوصيّة‌ في‌ «نفس‌ المهموم‌» ص‌ 45 ، عن‌ العلاّمة‌ المجلسيّ في‌ «بحار الانوار» عن‌ محمّد بن‌ أبي‌طالب‌ الموسويّ ؛ وأوردها كذلك‌ في‌ «ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 11 ، ص‌ 602 ، عن‌ الخوارزميّ في‌ كتاب‌ «مقتل‌ الحسين‌» ج‌ 1 ، ص‌ 188 طبع‌ النجف‌ . وجاء في‌ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 2 ، ص‌ 208 ، الطبعة‌ الحجريّة‌ ، أنّ هذه‌ الجملات‌ ( إنّي‌ لَم‌ أخرُج‌ إلي‌ الحاكِمين‌ ) قالها الإمام‌ عليه‌ السلام‌ في‌ جوابه‌ لعبدالله‌ بن‌ عبّاس‌ .

[9] ـ أورد الحاجّ النوريّ قدّس‌ سرّه‌ في‌ «مستدرك‌ الوسائل‌» ج‌2 ، ص‌ 396 ، في‌ باب‌ استحباب‌ مكافأة‌ المعروف‌ بمثله‌ أوضعفه‌ أوبالدعاءله‌ وكراهة‌ طلب‌ المكافأة‌، من‌ كتاب‌ الامر بالمعروف‌ والنهي‌ عن‌ المنكر ، الحديث‌ رقم‌ 6 ، من‌ كلمة‌ مهما يكن‌ إلي‌ هذا الموضع‌ ، نقلاً عن‌ «كشف‌ الغمّة‌» .

[10] ـ نقل‌ المرحوم‌ النوريّ في‌ «المستدرك‌» ج‌ 2 ، ص‌ 399 ، الرقم‌ 1 ، باب‌ وجوب‌ حسن‌ جوار النعم‌ بالشكر وأداء الحقوق‌ ، من‌كتاب‌ الامر بالمعروف‌ ، الفقرة‌ التي‌ تبدأ من‌ اعلموا أنّ حوائج‌ الناس‌ إلي‌ هذا الموضع‌ ، نقلاً عن‌ «كشف‌ الغمّة‌» ، وفي‌ آخرها فَتَحولَ نِقماً ؛ ونقلها عن‌ «بحار الانوار» عن‌ «أعلام‌ الدين‌» للديلميّ بعبارة‌ فَتتحوَّلَ إلي‌ غيرِكم‌ .

[11] ـ نقلها المرحوم‌ الحاجّ النوريّ قدّس‌ سرّه‌ في‌ «المستدرك‌» ج‌ 2 ، ص‌ 394 ، الرقم‌ 18 ، باب‌ استحباب‌ المعروف‌ وكراهة‌ تركه‌ ، من‌ كتاب‌ الامر بالمعروف‌ ، من‌ عبارة‌: واعلَموا أنّ المعروف‌ إلي‌ هذا الموضع‌ نقلاً عن‌ «بحار الانوار» عن‌ «أعلام‌ الدين‌» للديلميّ ، وزاد فيها في‌ موضعين‌ : أوّلهما بعد يَسُرُّ النّاظِرين‌ ، حيث‌ زاد عبارة‌ ويَفُوقُ العالَمين‌ ؛ وثانيهما بعد كلمة‌ سَمِجاً ، حيث‌ زاد كلمة‌ قَبيحاً .

[12] ـ «كشف‌ الغمّة‌» الطبعة‌ الحجريّة‌ ، ص‌ 184 .

[13] ـ رواه‌ في‌ «بحار الانوار» الطبعة‌ الحروفيّة‌ ، المكتبة‌ الإسلاميّة‌، ج‌ 78 ، ص‌ 126 عن‌ «جامع‌ الاخبار» ؛ أمّا في‌ «جامع‌ الاخبار» الفصل‌ 89 ، ص‌ 152 طبع‌ مصطفوي‌ ، فقد روي‌ هذه‌ الرواية‌ عن‌ علي‌ّ ابن‌ الحسين‌ عليهما السلام‌ .

[14] ـ وردت‌ هذه‌ الرواية‌ في‌ كتاب‌ «الاختصاص‌» للشيخ‌ المفيد ص‌ 225 ، الطبعة‌ الحروفيّة‌ ؛ ونقلها المجلسيّ رضوان‌ الله‌ عليه‌ في‌المجلّد السابع‌ عشر للبحار ، من‌ طبعة‌ الكمباني‌ في‌ باب‌ مواعظ‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ (ج‌ 78 ، ص‌ 126 من‌ الطبعة‌ الحروفيّة‌)، وفي‌ المجلّد الخامس‌ عشر في‌ باب‌ أداء الفرائض‌ واجتناب‌ المحارم‌ (ج‌ 71 ، ص‌ 208) عن‌ «الاختصاص‌» وفي‌ باب‌ الذكر الجميل‌ ... ومن‌ طلب‌ رضا الله‌ بسخط‌ الناس‌ (ج‌71 ، ص‌ 371) عن‌ «أمالي‌ الصدوق‌».

[15] ـ أورد المجلسيّ هذه‌ الرواية‌ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 78 ، ص‌ 128 من‌ الطبعة‌ الحروفيّة‌ عن‌ كتاب‌ «أعلام‌ الدين‌» .

[16] ـ «تحف‌ العقول‌» ص‌ 248 ؛ وعنه‌ «بحار الانوار» ج‌ 78 ، ص‌ 120 .

[17] ـ «تحف‌ العقول‌» ص‌ 246 من‌ الطبعة‌ الحروفيّة‌ ؛ و«بحارالانوار» ج‌ 78 ، ص‌ 118 من‌ الطبعة‌ الحروفيّة‌ .

[18] ـ أورد ابن‌ الاثير الجزريّ في‌ «الكامل‌ في‌ التاريخ‌» ج‌ 3 ، ص‌ 460 في‌ حوادث‌ السنة‌ التاسعة‌ والاربعين‌ للهجرة‌ : في‌ هذه‌ السنة‌ توفّي‌ الحسن‌ بن‌ علي‌ّ ، سمّته‌ زوجته‌ جُعْدَة‌ بنت‌ الاشعث‌ بن‌ قيس‌ الكنديّ .

[19] ـ و في‌ بعض‌ النسخ‌ «بسنتين‌» .

[20] ـ لعلّه‌ تصحيف‌ ، و الاولي‌ «اجمعوهم‌» ـ [م‌] .

[21] ـ يقصد معاوية‌ بن‌ أبي‌ سفيان‌ .

[22] ـ كتاب‌ «سليم‌ بن‌ قيس‌ الهلاليّ الكوفيّ» ص‌ 206 إلي‌ ص‌ 209 .

[23] ـ نظراً لاستعمال‌ مفردات‌ في‌ هذه‌ الخطبة‌ الشريفة‌ تختلف‌ في‌الضبط‌ ، فقد ارتأي‌ الحقير أن‌ يذكر بعض‌ المفردات‌ عن‌ الطريق‌ الصحيح‌ والمعاني‌ المناسبة‌ :

القلادة‌ : ما يُجعل‌ في‌ العنق‌ من‌ حُلي‌ّ وغيره‌ .

خُيّر : مجهول‌ باب‌ التفعيل‌ : اختير .

عُسْلان‌ : بضمّ الفاء جمع‌ عاسل‌ وهو الذئب‌ ؛ مثل‌ راكب‌ ورُكبان‌ وفارس‌ وفُرسان‌ .

أكراش‌ : جمع‌ كِرْش‌ ، وهو لكلّ مجترّ بمنزلة‌ المعدة‌ للإنسان‌ .

جُوف‌ : جمع‌ أجوف‌ ، وهو من‌ خلا جوفه‌ واتّسع‌ ؛ مثل‌ حُمْر وأحمر وصُفْر وأصفر .

أجربة‌ : جمع‌ جِراب‌ ، وهو وعاء يُحفظ‌ فيه‌ الزاد ونحوه‌ ؛ مثل‌ أَنظمة‌ ونِظام‌ .

سُغْب‌ : جمع‌ أسغب‌ أي‌ الجائع‌ ؛ مثل‌ حُمْر وأَحْمَر .

لُحْمَة‌ : بالضمّ ، خيوط‌ النسيج‌ مقابل‌ السدي‌ ؛ كناية‌ عن‌ القرابة‌.

حظيرة‌ : بمعني‌ المكان‌ المحدود والمحصور بجدار ؛ وحظيرة‌ القُدس‌ بمعني‌ الجنّة‌ .

وقد نُقلت‌ هذه‌ الخطبة‌ في‌ الكثير من‌ الكتب‌ ، ومن‌ جملتها «اللهوف‌» ص‌ 53 ، وكتاب‌ «نفس‌ المهموم‌» ص‌ 100 ؛ كما وردت‌ في‌ «مقتل‌ الخوارزميّ» ج‌ 2 ، ص‌ 5 و 6 ، ولكن‌ ورد فيه‌ : وما أولعني‌ بالشوق‌ إلي‌ أسلافي‌ ، وأيضاً : كأنّي‌ أنظر إلي‌ أوصالي‌ تقطّعها وحوش‌ الفلوات‌ غُبْراً وعَفْراً ، ولم‌ يرد في‌ هذا النقل‌ جملة‌ مَنْ كَانَ فِينَا بَاذِلاً مُهْجَتَهُ إلي‌ آخر الخطبة‌ .

كما وردت‌ في‌ «كشف‌ الغمّة‌» ص‌ 184 طبقاً لعبارة‌ «اللهوف‌» ؛ ورواها في‌ «ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 11 ، ص‌ 598 ، عن‌«مقتل‌ الخوارزميّ» إلي‌ جملة‌ وَيُنْجَزُ لَهُمْ وَعْدُهُ ؛ كما أوردها عن‌العلاّمة‌ المدوخ‌ في‌ كتاب‌ «العدل‌ الشاهد» ص‌ 95 طبقاً لعبارة‌ «اللهوف‌» .

[24] ـ «كشف‌ الغمّة‌» ص‌ 183 ، و 184 ؛ «البداية‌ والنهاية‌» ج‌ 8 ، ص‌ 209 .

[25] ـ «نفس‌ المهموم‌» ص‌ 219 ؛ و«ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 11 ، ص‌ 647 عن‌ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 346 و 347 .

وقال‌ المرحوم‌ المحدّث‌ القمّيّ : قال‌ محمّد بن‌ أبي‌ طالب‌ : وذكر أبوعليّ السلاميّ في‌ تأريخه‌ أنّ هذه‌ الابيات‌ للحسين‌ عليه‌السلام‌ من‌ إنشائه‌ ، وقال‌ : ليس‌ لاحدٍ مثلها .

[26] ـ «كشف‌ الغمّة‌» ص‌ 185 .

[27] ـ نقل‌ هذه‌ الخطبة‌ رجال‌ الحديث‌ والتاريخ‌ وأعاظمهم‌ من‌ الشيعة‌ والسنّة‌ ؛ ومن‌ جملتهم‌ ابن‌ طاووس‌ في‌ «اللهوف‌» ص‌ 69 ؛ والمحدّث‌ القمّيّ في‌ «نفس‌ المهموم‌» ص‌ 116 ؛ وعلي‌ّ بن‌ عيسي‌ الإربليّ في‌ «كشف‌ الغمّة‌» ص‌ 185 ؛ وابن‌ شعبة‌ الحرّانيّ في‌ كتاب‌ «تحف‌ العقول‌» ص‌ 245 ؛ والمجلسيّ في‌ «بحار الانوار» ص‌ 116 و 117 من‌ الجزء 78 من‌ الطبعة‌ الحروفيّة‌ نقلاً عن‌ «تحف‌ العقول‌» ؛ وفي‌ «ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 11 ، ص‌ 596 عن‌ العلاّمة‌ المعاصر توفيق‌ أبي‌علم‌ في‌ كتاب‌ «أهل‌ البيت‌» ص‌ 438 ، وكذلك‌ في‌ نفس‌ المجلّد من‌ «ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ص‌ 605 ، عن‌ محمّد بن‌ جرير الطبريّ في‌ «تاريخ‌ الاُمم‌ والملوك‌» ج‌ 4 ، ص‌ 305 ، طبع‌ مطبعة‌ الاستقامة‌ في‌ مصر ، وعن‌ ابن‌ عبد ربّه‌ الاندلسيّ في‌ «العقد الفريد» ج‌ 2 ، ص‌ 218 ، طبع‌ المطبعة‌ الشرقيّة‌ في‌ مصر ، وعن‌ الطبرانيّ في‌كتاب‌ «المعجم‌ الكبير» ص‌ 146 ، النسخة‌ الخطيّة‌ ، وعن‌ أبي‌ نعيم‌ الاصبهانيّ في‌ «حلية‌ الاولياء» ج‌ 2 ، ص‌ 39 ، طبع‌ مطبعة‌ السعادة‌ في‌ مصر ، وعن‌ العلاّمة‌ الخوارزميّ في‌ المقتل‌ ج‌ 2 ، طبع‌ النجف‌ الاشرف‌ ، وعن‌ ابن‌ عساكر الدمشقيّ في‌ «تاريخ‌ دمشق‌» حسبما ذُكر في‌ منتخب‌ هذا التاريخ‌ ، ج‌ 4 ، ص‌ 333 ، طبع‌ مطبعة‌ روضة‌ الشام‌ ، وكذلك‌ عن‌الذهبيّ في‌ «تاريخ‌ الإسلام‌» ج‌ 2 ، ص‌ 345 ، طبع‌ مصر ، وعن‌الذهبيّ أيضاً في‌ «سير أعلام‌ النبلاء» ج‌ 3 ، ص‌ 209 ، طبع‌ مصر ، وعن‌ محبّ الدين‌ الطبريّ في‌ «ذخائر العقبي‌» ص‌ 149 ، طبع‌ قدسي‌ ـ القاهرة‌ ، وعن‌ العلاّمة‌ باكثير الحضرميّ في‌ كتاب‌ «وسيلة‌ المآل‌» ص‌ 198 ، النسخة‌ الخطيّة‌ ، المكتبة‌ الظاهريّة‌ بدمشق‌ ، وعن‌ الزبيديّ في‌«الإتحاف‌» ج‌ 10 ، ص‌ 320 ، طبع‌ المطبعة‌ السمينيّة‌ في‌ مصر .

[28] ـ «تحف‌ العقول‌» ص‌ 245 ؛ و «مقتل‌ الخوارزميّ» ج‌ 1 ، ص‌ 237 .

[29] ـ أي‌ وهل‌ تنجون‌ من‌ عواقبه‌ الكريهة‌ إن‌ تقتلوني‌ ؟!

قد فسّرنا في‌ الطبعة‌ الاُولي‌ للكتاب‌ هذه‌ العبارة‌ : وهل‌ يعدوبكم‌ الخطب‌ إن‌ تقتلوني‌ ، ب:«وهل‌ يتجاوز عنكم‌ الموت‌ إن‌ تقتلوني‌ ؟!» وفي‌ الطبعة‌ الثانية‌ الحروفيّة‌ فسّرناها ب : «وهل‌ تنحلّ مشكلتكم‌ ويسهل‌ خطبكم‌ إن‌ تقتلوني‌ ؟!» ولكنّ الآن‌ نري‌ أنّها لوفُسّرت‌ بهذه‌ العبارة‌ : «وهل‌ تنجون‌ من‌ عواقبه‌ الكريهة‌ إن‌ تقتلوني‌ ؟!» لكان‌ أحسن‌ ؛ لانّ الخطب‌ غالباً يستعمل‌ في‌ الامر المكروه‌ ، وعدا يعدو بمعني‌ تجاوز وهو فعل‌ لازم‌ ، ولابدّ أن‌ نقول‌ إنّ الباء في‌ بكم‌ للتعدية‌ ، وعلي‌ هذا يصبح‌ المعني‌ هكذا : وهل‌ تجتاز بكم‌ عواقبه‌ الكريهة‌ إن‌ تقتلوني‌ ، أم‌ لا بل‌ تتورّطون‌ في‌ نتائجه‌ الكريهة‌ وتبعاته‌ الشنيعة‌ ولا تستطيعون‌ اجتيازها ؟! أي‌ إنّ عواقبه‌ ستصيبكم‌ .

[30] ـ «إرشاد» المفيد ، ص‌ 243 ، و «إعلام‌ الوري‌» ص‌ 230 ، و«نفس‌ المهموم‌» ص‌ 116 .

[31] ـ توفيق‌ أبوعلم‌ في‌ كتاب‌ «أهل‌ البيت‌» ص‌ 448 ، مطبعة‌ السعادة‌ ـ مصر ، حسب‌ نقل‌ «مُلحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 11 ، ص‌ 601 .

[32] ـ الكتاب‌ السابق‌ حسب‌ النقل‌ نفسه‌ .

[33] ـ «نفس‌ المهموم‌» ص‌ 219 ؛ وحكاه‌ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 78 ، ص‌ 128 من‌ الطبعة‌ الحروفيّة‌ ، عن‌ «أعلام‌ الدين‌» . وأورده‌ في‌«ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 11 ، ص‌ 634 عن‌ «البيان‌ و التبيين‌» ج‌ 3 ، ص‌ 255 ، وعن‌ «أهل‌ البيت‌» ص‌ 448 ، و«كشف‌ الغمّة‌» ص‌ 185 .

[34] ـ أي‌ إنّ ما تأمرونني‌ به‌ من‌ التسليم‌ إلي‌ حكم‌ يزيد وعبيدالله‌ بن‌ زياد عارٌ لي‌ والموت‌ خيرٌ لي‌ من‌ ارتكاب‌ العار ؛ كما أنَّعدم‌ ترككم‌ لقتالي‌ وزعمكم‌ أنّ ذلك‌ عارٌ ، أمرٌ خاطي‌؛ لانّ ارتكاب‌ العار خيرٌ من‌ دخول‌ نار جهنّم‌ .

وكلام‌ الإمام‌ هذا مقابل‌ كلام‌ عمر الذي‌ قال‌ له‌ أميرالمؤمنين‌ عند موته‌ : اعترفْ بغصب‌ الخلافة‌ فردّ عليه‌ : النار ولا العار ؛ فهذا الاعتراف‌ عارٌ علي‌ّ ، وأنا أرضي‌ بدخول‌ نار جهنّم‌ ولا أرضي‌ باعترافٍ كهذا يُلحق‌ العار بي‌ .

[35] ـ أي‌ الطائفة‌ الظالمة‌ و حكّام‌ بني‌ أُميّة‌ الجائرين‌ .

[36] ـ بالوقوف‌ في‌ وجه‌ هذه‌ الامور والنهي‌ عنها ، وبالإمساك‌ بزمام‌ أمر المسلمين‌ ، ليُصار إلي‌ العمل‌ بأحكام‌ القرآن‌ وسُنّة‌ رسول‌ الله‌.

[37] ـ لم‌ أميّز نفسي‌ من‌ جهة‌ التعيّن‌ وتشخّص‌ الحياة‌ ، ولم‌أستأثر بشي‌ء لنفسي‌ من‌ المال‌ والجاه‌ ؛ بل‌ أنا وأهلي‌ مثلكم‌ ومثل‌ أهليكم‌ .

[38] ـ أنْ تَتّبعوني‌ و تعدّوني‌ إمامكم‌ و مُقتداكم‌ ، و تتأسّوا بي‌ في‌ تجنّب‌ الرفاهيّة‌ و ترك‌ التبذير و الإسراف‌ ، و في‌ عدم‌ المسّ بالفي‌ء و الغنائم‌ .

[39] ـ «نفس‌ المهموم‌» ص‌ 115 ؛ «تاريخ‌ الطبريّ» طبعة‌ 1358 ، ج‌ 4 ، ص‌ 304 ، وفي‌ الطبعة‌ الثانية‌ تحقيق‌ محمّد أبي‌الفضل‌ إبراهيم‌ : ج‌ 5 ، ص‌ 403 . وأوردها في‌ «ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 11 ، ص‌ 609 ، عن‌ الطبريّ في‌ تاريخه‌ ، ج‌ 4 ، ص‌ 304 ، وابن‌ الاثير في‌«الكامل‌» ج‌3 ، ص‌ 280 .

وأورد المجلسيّ رحمه‌ الله‌ هذه‌ الخطبة‌ باعتبارها رسالة‌ الإمام‌ في‌ بداية‌ قدومه‌ إلي‌ كربلاء كتبها إلي‌ أشراف‌ الكوفة‌ ، في‌ المجلّد العاشر من‌ «بحار الانوار» طبع‌ الكمبانيّ ، ص‌ 188 و 189 ، نقلاً عن‌ «المناقب‌» ] «مقتل‌ الخوارزميّ» ـ صح‌ [ . وجاءت‌ في‌ نسخة‌ الطبريّ والمجلسيّ و«ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» بلفظ‌ فَلَمْ يُغَيِّرْ بالغين‌ المعجمة‌ .

[40] ـ «مقتل‌ الخوارزميّ» ، ج‌ 1 ، ص‌ 234 ؛ و «ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 11 ، ص‌ 603 عن‌ «مقتل‌ الخوارزميّ» .

[41] ـ «إرشاد» المفيد ، ص‌ 250 ؛ و«إعلام‌ الوري‌» ص‌ 234 ؛ و«نفس‌ المهموم‌» ص‌ 137 ؛ و«مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 233 ، عن‌ الطبريّ ج‌ 6 ، ص‌ 238 و 239 ، وعن‌ «كامل‌» ابن‌ الاثير ، ج‌ 4 ، ص‌ 24 ، و«ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 11 ، ص‌ 611 ، عن‌ «كامل‌» ابن‌ الاثير والطبريّ وعن‌ الخوارزميّ في‌ «المقتل‌» ج‌ 1 ، ص‌ 246 ؛ وعن‌القندوزيّ في‌ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 239 ، طبع‌ إسلامبول‌ .

[42] ـ «إرشاد» المفيد ، ص‌ 253 ؛ و «نفس‌ المهموم‌» ص‌ 144 ؛ و«ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 11 ، ص‌ 613 ، عن‌ الطبري‌ في‌ تاريخه‌ ج‌ 4 ، ص‌ 321 ، وابن‌ كثير في‌ «البداية‌ و النهاية‌» ج‌ 8 ص‌ 199 ؛ و«مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 253 عن‌ ابن‌ الاثير في‌ «الكامل‌» ج‌ 4 ، ص‌ 25 ، وعن‌ «تاريخ‌ ابن‌ عساكر» ج‌ 4 ، ص‌ 333 . وذكر الكفعميّ في‌«المصباح‌» ص‌ 158 طبع‌ الهند ، أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ دعا بهذا الدعاء يوم‌ بدر ـ انتهي‌ . وروي‌ الش
flash
flash
نائب المدير

نائب المدير
ذكر
عدد المساهمات : 269
نقاط العضو : 710
تاريخ التسجيل : 18/07/2011

جديد رد: كلمات‌ ومواعظ‌ وخطب‌ أبي‌ عبد الله‌ الحسين‌ بن علي عليه‌ السلام اثناء مسيرته الى كربلاء

الأحد نوفمبر 25, 2012 9:34 am

القسم الثاني: خطبة الامام عليه السلام يوم عاشوراء ، رجزه يوم عاشوراء ، دعاؤه علی اهل الکوفة، استشهاده، اشعار في حالاته/

-----

خطبته‌ عليه‌ السلام‌ صبيحة‌ يوم‌ عاشوراء

* ثمّ دعا الحسينُ عليه‌ السلام‌ براحلته‌ فركبها ونادي‌ بأعلي‌ صوته‌ بحيث‌ يسمعه‌ الجميع‌ فقال‌ :

أَيُّهَا النَّاسُ ! اسْمَعُوا قَوْلِي‌ ، وَلاَ تَعْجَلُوا حَتَّي‌ أَعِظَكُمْ بِمَا يَحِقُّ عَلَيَّ لَكُمْ ؛ وَحَتَّي‌ أُعْذِرَ إلَيْكُمْ ! فَإنْأَعْطَيْتُمُونِي‌ النِّصْفَ كُنْتُمْ بِذَلِكَ أَسْعَدَ ! وَإنْ لَمْتُعْطُونِي‌ النِّصْفَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فَأَجْمِعُوا رَأْيَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُو´ا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ ! إنَّ وَلِــِّيَ اللَهُ الَّذِي‌ نَزَّلَ الْكِتَـ'بَ وَهُوَ يَتَوَلَّي‌ الصَّـ'لِحِينَ .

ثُمَّ حمد الله‌ وأثني‌ عليه‌ ، وذكر الله‌ تعالي‌ بما هو أهله‌ ، وصلّي‌ علي‌ النبي‌ّ وآله‌ وعلي‌ ملائكته‌ وأنبيائه‌ ، فلم‌يُسمع‌ متكلّم‌ قطّ قبله‌ و لا بعده‌ أبلغ‌ في‌ منطق‌ منه‌ .

ثمّ قال‌ : أمّا بعد ، فانسبوني‌ فانظروا مَن‌ أنا ، ثمّ ارجعوا إلي‌ أنفسكم‌ وعاتبوها فانظروا هل‌ يصلح‌ لكم‌ قتلي‌ وانتهاك‌ حرمتي‌؟!

ألستُ ابن‌ بنت‌ نبيّكم‌ وابن‌ وصيّه‌ وابن‌ عمّه‌ وأوّل‌ المؤمنين‌ المصدّق‌ لرسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ بما جاء به‌ من‌ عند ربّه‌ ؟!

أو ليس‌ حمزة‌ سيّد الشهداء عمّي‌ ؟ أو ليس‌ جعفر الطيّار في‌ الجنّة‌ بجناحين‌ عمّي‌ ؟!

أولم‌ يبلغكم‌ ما قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ لي‌ ولاخي‌ : هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟

فإن‌ صدّقتموني‌ بما أقول‌ ـ وهو الحقّ ـ واللهِ ماتعمّدتُ كذباً منذ علمتُ أنَّ اللَه‌ يمقت‌ عليه‌ أهله‌ ، وإنْكذّبتموني‌ فإنّ فيكم‌ من‌ إنْ سألتُموه‌ عن‌ ذلك‌ أخبركم‌ . سَلوا جابر بن‌ عبد الله‌ الانصاريّ وأبا سعيد الخدريّ وسهل‌ بن‌ سعد الساعديّ وزيد بن‌ أرقم‌ وأنس‌ ابن‌ مالك‌ ، يخبروكم‌ أنّهم‌ سمعوا هذه‌ المقالة‌ من‌ رسول‌الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ لي‌ ولاخي‌ . أما في‌ هذا حاجزٌ لكم‌ عن‌ سفك‌ دمي‌ ؟!

فقال‌ له‌ شمر بن‌ ذي‌ الجوشن‌ : هو يعبد اللهَ علي‌حَرْفٍ إنْ كان‌ يدري‌ ما تقول‌ .

فقال‌ له‌ حبيب‌ بن‌ مظاهر : واللهِ إنّي‌ لاراك‌ تعبدُ اللهَ علي‌ سبعين‌ حرف‌ ، وأنا أشهد أنّك‌ صادق‌ ما تدري‌ مايقول‌ ، قد طبع‌ اللهُ علي‌ قلبك‌ . ثمّ قال‌ لهم‌ الحسين‌ عليه‌السلام‌ : فإنْ كنتم‌ في‌ شكٍّ من‌ هذا أفتشكّون‌ أَنّي‌ ابن‌بنت‌ نبيّكم‌ ؟ فواللهِ ما بينَ المشرقِ والمغربِ ابنُبنتِ نَبيٍّ غَيري‌ ، فيكم‌ ولا في‌ غيركم‌ . وَيْحَكُمْ أتطلبوني‌ بقتيلٍ منكمْ قتلتُه‌ ؟ أو مالٍ لكم‌ استهلكتُه‌ ؟ أو بقصاصِ جراحةٍ ؟

فأخذوا لا يكلّمونه‌ ؛ فنادي‌ : يا شبث‌ بن‌ ربعيّ ! ويا حجّار بن‌ أبجر! ويا قيس‌ بن‌ الاشعث‌ ! ويا يزيد بن‌ الحارث‌ ! ألم‌ تكتبوا إليّ : أنْ قدْ أينعت‌ الثمارُ واخضرَّ الجنابُ ، وإنّما تَقْدَمُ عَلي‌ جُندٍ لَكَ مُجَنَّدَةٍ ؟!

فقال‌ له‌ قيسُ بن‌ الاشعثِ : ما ندري‌ ما تقول‌ ؛ ولكن‌ انْزِل‌ علي‌ حُكم‌ بَني‌ عمّكَ ، فَإنّهم‌ لن‌ يُرُوك‌ إلاّ ما تحبّ .

فَقَالَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : لاَ وَاللَهِ لاَ أُعْطِيكُمْ بِيَدِي‌ إعْطَاءَ الذَّلِيلِ؛ وَلاَ أُقِرُّ لَكُمْ إقْرَارَ الْعَبِيدِ [1] ؛ ثُمَّ نَادَي‌: يَا عِبَادَ اللَهِ ! إِنِّي‌ عُذْتُ بِرَبِّي‌ وَرَبِّكُمْ أَن‌تَرْجُمُونِ ؛ وَأَعُوذُ بِرَبِّي‌ وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَيُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ.[2]


خطبة‌ الإمام‌ الغرّاء يوم‌ عاشوراء

* وروي‌ ابن‌ طاووس‌ الخطبة‌ الغرّاء التالية‌ عن‌ سيّدالشهداء عليه‌ السلام‌ خطبها يوم‌ عاشوراء ، بهذا المضمون‌ :

قالَ الرَّاوي‌ : وَرَكِبَ أَصْحَابُ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ لَعَنَهُمُ اللَهُ ، فَبَعَثَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بُرَيْرَ بْنَ خُضَيْرٍ فَوَعَظَهُمْ ؛ فَلَمْ يَسْتَمِعُوا وَذَكَّرَهُمْ فَلَمْ يَنْتَفِعُوا .

فَرَكِبَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَاقَتَهُ ـ وَقِيلَ فَرَسَهُ ـ فَاسْتَنْصَتَهُمْ فَأَنْصَتُوا. فَحَمِدَاللَهَ ، وَأَثْنَي‌ عَلَيْهِ ، وَذَكَرَهُ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ؛ وَصَلَّي‌ عَلَي‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَي‌ الْمَلاَئِكَةِ وَالاْنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ ؛ وَأَبْلَغَ فِي‌ الْمَقَالِ ؛ ثُمَّ قَالَ:

تَبّاً لَكُمْ أَيَّتُهَا الْجَمَاعَةُ وَتَرَحاً حِينَ اسْتَصْرَخْتُمُونَا وَالِهِينَ ، فَأَصْرَخْنَاكُمْ مُوجِفِينَ ؛ سَلَلْتُمْ عَلَيْنَا سَيْفاً لَنَا فِي‌ أَيْمَانِكُمْ ! وَحَشَشْتُمْ عَلَيْنَا نَاراً اقْتَدَحْنَاهَا عَلَي‌عَدُوِّنَا وَعَدُوِّكُمْ ! فَأَصْبَحْتُمْ ألْباً لاِعْدَائِكُمْ عَلَي‌أَوْلِيَائِكُمْ بِغَيْرِ عَدْلٍ أَفْشَوْهُ فِيكُمْ ، وَلاَ أَمَلٍ أَصْبَحَ لَكُمْ فِيهِمْ !

فَهَلاَّ ـ لَكُمُ الْوَيْلاَتُ ـ تَرَكْتُمُونَا ؛ وَالسَّيْفُ مَشِيمٌ ، وَالجَأْشُ طَامِنٌ ، وَالرَّأْيُ لَمَّا يُسْتَحْصَفْ ؟! وَلكِنْ أَسْرَعْتُمْ إلَيْهَا كَطَيْرَةِ الدَّبَي‌ ! وَتَدَاعَيْتُمْ إلَيْهَا كَتَهَافُتِ الْفَرَاشِ !

فَسُحْقاً لَكُمْ يَا عَبِيدَ الاْمَّةِ ! وَشُذَّاذَ الاْحْزَابِ ! وَنَبَذَةَ الْكِتَابِ ! وَمُحَرِّفِي‌ الْكَلِمِ ! وعُصْبَةَ الآثَامِ ! وَنَفَثَةَ الشَّيْطَانِ! وَمُطْفِئِي‌ السُّنَنِ ! أَهَؤُلاَءِ تَعْضُدُونَ ؟! وَعَنَّا تَتَخَاذَلُونَ ؟!

أَجَلْ وَاللَهِ غَدْرٌ فِيكُمْ قَدِيمٌ ! وَشَجَتْ إلَيْهِ أُصُولُكُمْ ! وَتَأَزَّرَتْ عَلَيْهِ فُرُوعُكُمْ ! فَكُنْتُمْ أَخْبَثَ ثَمَرٍ شَجاً لِلنَّاظِرِ ! وَأُكْلَةً لِلْغَاصِبِ !

أَلاَ وَإنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعِيِّ [3] قَدْ رَكَزَ بَيْنَ اثْنَتَيْنِ : بَيْنَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّةِ ؛ وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ !

يَأْبَي‌ اللَهُ ذَلِكَ لَنَا وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَحُجُورٌ طَابَتْ وَطَهُرَتْ ، وَأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ ، وَنُفُوسٌ أَبِيَّةٌ ، مِنْ أَنْنُؤْثِرَ طَاعَةَ اللِئَـامِ عَلَي‌ مَصَـارِعِ الْكِرَامِ .

أَلاَ وَإنِّي‌ زَاحِفٌ بِهَذِهِ الاْسْرَةِ مَعَ قِلَّةِ الْعَدَدِ ، وَخَذْلَةِ النَّاصِرِ . ثُمَّ أَوصَلَ كَلاَمَهُ بِأَبْيَاتِ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْمُرَادِي‌ِّ :

فَإنْ نَهْزِمْ فَهَزَّامُونَ قِدْماً وَإنْ نُغْلَبْ فَغَيْرُ مُغَلَّبِينَا [4]

وَمَا إنْ طِبُّنَا جُبْنٌ وَلَكِنْ مَنَايَانَا وَدَوْلَةُ آخَرِينَا [5]

إذَا مَا الْمَوْتُ رَفَّعَ عَنْ أُنَاسٍ كَلاَكِلَهُ أَنَاخَ بِآخَرِينَا

فَأَفْنَي‌ ذَلِكُمْ سُرَوَاءَ قَوْمِي‌ كَمَا أَفْنَي‌ الْقُرُونَ الاْوَّلِينَا

فَلَوْ خَلَدَ الْمُلُوكُ إذاً خَلَدْنَا وَلَوْ بَقِيَ الْكِرَامُ إذاً بَقِينَا

فَقُلْ لِلشَّامِتِينَ بِنَا أَفِيقُوا سَيَلْقَي‌ الشَّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا

ثُمَّ أَيْمُ اللَهِ لاَ تَلْبَثُونَ بَعْدَهَا إلاَّ كَرَيْثِمَا يُرْكَبُ الْفَرَسُ ، حَتَّي‌ تَدُورَ بِكُمْ دَوْرَ الرَّحَي‌ ! وَ تَقْلَقَ بِكُمْ قَلَقَ الْمِحْوَرِ ! عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَي‌َّ أَبِي‌ عَنْ جَدِّي‌ ؛ فَأَجْمِعُو´ا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُو´ا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ !

إِنِّي‌ تَوَكَّلْتُ عَلَي‌ اللَهِ رَبِّي‌ وَ رَبِّكُم‌ مَا مِن‌ دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ ءَاخِذُ بِنَاصِيَتِهَآ إِنَّ رَبِّي‌ عَلَي‌' صِرَطٍ مُسْتَقِيمٍ .

اللَهُمَّ احْبِسْ عَنْهُمْ قَطْرَ السَّمَاءِ ؛ وَابْعَـثْ عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِني‌ يُوسُفَ ؛ وَسلِّطْ عَلَيْهِمْ غُلاَمَ ثَقِيفٍ ! فَيَسُومَهُمْ كَـأْساً مُصَبَّرَةً ؛ فإنَّهُمْ كَذَّبُونَا وَخَذَلُونَا وَأَنْتَ رَبُّنَا ! عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإلَيْكَ أَنَبْنَا وَإلَيْكَ الْمَصِيرُ ! [6]


أشعاره‌ الرجزيّة‌ يوم‌ عاشوراء

* وجاء في‌ كتاب‌ «كشف‌ الغمّة‌» عن‌ كتاب‌ «الفتوح‌» أنـّه‌ عليه‌ السلام‌ لمّا أحاطت‌ به‌ جموع‌ ابن‌ زياد وقتلوا من‌ قتلوا من‌ أصحابه‌ ومنعوهم‌ الماء كان‌ له‌ عليه‌السلام‌ ولدٌ صغير فجاءه‌ سهمٌ منهم‌ فقتله‌ ، فزمّله‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌ وحفر له‌ بسيفه‌ وصلّي‌ عليه‌ ودفنه‌ ، (ووقف‌ أمام‌ جيش‌ الاعداء وَحمل‌ عليهم‌ مرتجزاً) :

غَدَرَ [7] الْقَوْمُ وَ قِدْماً رَغِبُوا عَنْ ثَوابِ اللَهِ رَبِّ الثَّقَلَيْن‌

قَتَلُوا قِدْماً [8] عَلِيّاً وَابْنَهُ حَسَنَ الْخَيْرِ كَرِيمَ الطَّرَفَيْن‌

حَسَداً مِنْهُمْ وَ قَالُوا أَجْمِعُوا نُقْبِلِ الآنَ جَمِيعاً بِالْحُسَيْن‌

يَا لَقَوْمٍ لاِنَاسٍ رُذَّلٍ جَمَعُوا الْجَمْعَ لاِهْلِ الْحَرَمَيْن‌ [9]

ثُمَّ سَارُوا وَ تَوَاصَوْا كُلُّهُمْ لاِجْتِيَاحِي‌ لِلرِّضَا بِالْمُلْحِدَيْن‌ [10]

لَمْ يَخَافُوا اللَهَ فِي‌ سَفْكِ دَمِي‌ لِعُبَيْدِ اللَهِ نَسْلِ الْفَاجِرَيْن‌

وَابْنُ سَعْدٍ قَدْ رَمَانِي‌ عَنْوَةً بِجُنُودٍ كَوُكُوفِ الْهَاطِلَيْن‌

لاَ لِشَي‌ْءٍ كَانَ مِنِّي‌ قَبْلَ ذَا غَيْرِ فَخْرِي‌ بِضِيَاءِ الْفَرْقَدَيْن‌

بِعَلِيٍّ خَيْرِ مَنْ بَعْدَ النَّبِي‌ّ وَالنَّبِيِّ الْقُرَشِي‌ِّ الْوَالِدَيْن‌

خَيْرَةُ اللَهِ مِنَ الْخَلْقِ أَبِي‌ ثُمَّ أُمِّي‌ فَأَنَا ابْنُ الْخَيْرَتَيْن‌

فِضَّةٌ قَدْ صُفِيَتْ مِنْ ذَهَبٍ فَأَنَا الْفِضَّةُ وَابْنُ الذَّهَبَيْن‌

مَنْ لَهُ جَدٌّ كَجَدِّي‌ فِي‌ الْوَرَي‌ أَوْ كَشَيْخِي‌ فَأَنَا ابْنُ الْقَمَرَيْن‌

فَاطِمُ الزَّهْرَاءِ أُمِّي‌ وَ أَبِي‌ قَاصِمُ الْكُفْرِ بِبَدْرٍ وَ حُنَيْن‌

وَ لَهُ فِي‌ يَوْمِ أُحْدٍ وَقْعَةٌ شَفَتِ الغِلَّ بِفَضِّ الْعَسْكَرَيْن‌

ثُمَّ بِالاْحْزَابِ وَالْفَتْحِ مَعاً كَانَ فِيهَا حَتْفُ أَهْلِ الْقِبْلَتَيْن‌

فِي‌ سَبِيلِ اللَهِ مَاذَا صَنَعَتْ أُمَّةُ السَّوْءِ مَعاً بِالْعِتْرَتَيْن‌

عِتْرَةِ الْبَرِّ النَّبِي‌ِّ الْمُصْطَفَي‌ وَ عَلِيِّ الْوَرْدِ [11] بَيْنَ الْجَحْفَلَيْن‌ [12]

* قال‌ عبد الله‌ بن‌ عَمّار بن‌ يَغوث‌ : ما رأيتُ مكثوراً قَطّ قد قُتلَ ولده‌ وأهلُ بيته‌ وصحبُهُ أربط‌ جَأشاً منهُ ولاأمْضي‌ جناناً ولا أجرأ مقدماً ، ولقد كانت‌ الرجال‌ تنكشف‌ بين‌ يديه‌ إذا شدّ فيها ، ولم‌ يثبتْ له‌ أحد . [13]

فصاح‌ عُمر بن‌ سَعد بالجمع‌ : هذا ابنُ الانْزَعِ البطين‌ [14] ، هذا ابنُ قتّالِ العرب‌ ، احملوا عليه‌ من‌ كلّ جانب‌! فأتته‌ أربعةُ آلاف‌ نبلة‌ [15] ، وحال‌ الرجال‌ بينه‌ وبين‌ رحله‌ ، فصاح‌ بهم‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ :


نداؤه‌ عليه‌ السلام‌ في‌ أتباع‌ آل‌ أبي‌ سفيان‌

يَا شِيعَةَ آلِ أَبِي‌ سُفْيَانَ ! إنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ دِينٌ ، وَكُنْتُمْ لاَ تَخَافُونَ الْمَعَادَ ، فَكُونُوا أَحْرَاراً فِي‌دُنْيَاكُمْ ! وَارْجِعُوا إلَي‌ أَحْسَابِكُمْ إنْ كُنْتُمْ عُرْباً كَمَا تَزْعُمُونَ !

فناداه‌ شمر : ما تقولُ يا ابنَ فاطمة‌ !

قال‌ : أنا الذي‌ أقاتلكم‌ والنِّساءُ ليس‌ عليهنّ جُناح‌ فامنعوا عُتاتكم‌ عن‌ التعرّض‌ لحرمي‌ ما دمتُ حيّاً .

قَالَ اقْصُدُونِي‌ بِنَفْسِي‌ وَاتْرُكُوا حَرَمِي‌ قَدْ حَانَ حِينِي‌ وَقَدْ لاَحَتْ لَوَائِحُهُ

فقال‌ شمر : لك‌ ذلك‌ !

وقصده‌ القوم‌ ، واشتدّ القتال‌ وقد اشتدّ به‌ العطش‌ . [16]

ثمّ إنّه‌ عليه‌ السلام‌ رجع‌ إلي‌ الخيمة‌ وودّع‌ عياله‌ ثانياً ، فحملوا عليه‌ يرمونه‌ بالسهام‌ ، فحمل‌ عليهم‌ كالليث‌ الغضبان‌ ، ورجع‌ إلي‌ مركزه‌ يُكثر من‌ قول‌ :

لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ ! [17]

* ورماه‌ أبو الحُتوف‌ الجُعْفي‌ بسهم‌ في‌ جبهته‌ ، فنزعه‌ وسالت‌ الدماء علي‌ وجهه‌ فقال‌ :


دعاؤه‌ عليه‌ السلام‌ علي‌ أهل‌ الكوفة‌ و مخاطبته‌ لهم‌

اللَهُمَّ إنَّكَ تَرَي‌ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ عِبَادِكَ هَؤُلاَءِ الْعُصَاةِ ! اللَهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَداً ! وَاقْتُلْهُمْ بَدَداً ! وَلاَ تَذَرْ عَلَي‌ وَجْهِ الاْرْضِ مِنْهُمْ أَحَداً ! وَلاَ تَغْفِرْ لَهُمْ أَبَداً !

و صاح‌ بصوت‌ عالٍ :

يَا أُمَّةَ السَّوْءِ بِئْسَمَا خَلَّفْتُمْ مُحَمَّداً فِي‌ عِتْرَتِهِ ! أَمَا إنَّكُمْ لاَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً بَعْدِي‌ فَتَهَابُونَ قَتْلَهُ ! بَلْ يَهُونُ عَلَيْكُمْ ذَلِكَ عِنْدَ قَتْلِكُمْ إيَّاي‌َ ! وَأَيْمُ اللَهِ إنِّي‌ لاَرْجُو أَنْيُكْرِمَنِيَ اللَهُ بِالشَّهَادَةِ ، ثُمَّ يَنْتَقِمَ لِي‌ مِنْكُمْ مِنْ حَيْثُ لاَتَشْعُرُونَ !

فقال‌ الحُصَيْن‌ : وبماذا ينتقم‌ لك‌ منّا يا ابن‌ فاطمة‌ ؟

قال‌ (عليه‌ السلام‌) : يُلقي‌ بأسَكم‌ بينكم‌ ويسفك‌ دماءَكُم‌ ثُمّ يصبّ عليكم‌ العذابَ صَبّاً . [18]


كيفيّة‌ استشهاده‌ عليه‌ السلام‌

ولمّا ضعف‌ عن‌ القتال‌ وقف‌ يستريح‌ ، فرماه‌ رجلٌ بحجر علي‌ جبهته‌، فسال‌ الدم‌ علي‌ وجهه‌ ، فأخذ الثوب‌ ليمسح‌ الدم‌ عن‌ عينيه‌ (فـ) رماه‌ آخر بسهمٍ مُحدَّد له‌ ثلاث‌ شعب‌ وقع‌ علي‌ قلبه‌ ؛ فقال‌ :

بِسْمِ اللَهِ وَ بِاللَهِ وَ عَلَي‌ مِلَّةِ رَسُولِ اللَهِ . وَرَفَعَ رَأْسَهُ إلَي‌ السَّمَاءِ وَقَالَ : إلَهِي‌ إنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقْتُلُونَ رَجُلاً لَيْسَ عَلي‌ وَجْهِ الاْرْضِ ابْنُ نَبِيٍّ غَيْرُهُ !

ثمّ أخرج‌ السهم‌ من‌ قفاه‌ وانبعث‌ الدم‌ كالميزاب‌ [19] ؛ فوضع‌ يده‌ تحت‌ الجرح‌ فلمّا امتلات‌ رمي‌ به‌ نحو السماء وقال‌ : هَوَّنَ عَلَي‌َّ ما نَزَلَ بي‌ أنَّهُ بِعَيْنِ اللَهِ. فلم‌ يسقط‌ من‌ذلك‌ الدمِ قطرةٌ إلي‌ الارضِ ! ثُمّ وَضَعها ثانياً فلمّا امتلات‌ لطّخ‌ به‌ رأسَه‌ ووجهَه‌ ولحيته‌ وقال‌ : هكذا أكونُ حتّي‌ أَلقي‌ اللهَ وَجدِّي‌ رَسُولَ اللهِ[20]

* وأعياه‌ نزفُ الدمِ ؛ فجلسَ علي‌ الارض‌ ينوءُ برقبته‌ ، فانتهي‌ إليه‌ في‌ هذا الحالِ مالكُ بنُ النسر ، فشتمه‌ ثُمَّ ضربه‌ بالسَّيفِ علي‌ رأسه‌ ، وكان‌ عليه‌ بُرْنُسٌ فامتلاَ البرنس‌ دماً ، فألقي‌ البرنسَ واعتمَّ علي‌ القَلَنسُوَةِ [21] . وروي‌ البعض‌ أنّه‌ استدعي‌ بخرقةٍ فشَدَّ بها رأسَهُ .

وضربه‌ زُرعة‌ بن‌ شَريك‌ علي‌ كتفه‌ اليُسري‌ [22] ، ورماه‌ الحُصين‌ [23] في‌ حلقه‌ ، وضربه‌ آخرُ علي‌ عاتِقه‌، وطعنه‌ سِنان‌ بن‌ أنس‌ في‌ ترقوته‌ ثُمّ في‌ بواني‌ صدرهِ ثُمّ رماه‌ بسهم‌ في‌ نَحْره‌ [24] ، وطعَنَه‌ صالح‌ بن‌ وهب‌ في‌جنبه‌. [25]

قال‌ هلال‌ بن‌ نافع‌ : كنتُ واقفاً نحوَ الحسينِ وهو يجودُ بنفسه‌ ، فواللهِ ما رأيتُ قتيلاً قطّ مُضمَّخاً بدمه‌ أحسنَ منه‌ وجهاً ولا أنور ! ولقد شغلني‌ نورُ وجهه‌ عن‌الفكرة‌ في‌ قتله‌ ! [26]

ولمّا اشتدّ به‌ الحالُ رفعَ طرفَهُ إلي‌ السماء وتضرَّع‌ إلي‌ ساحة‌ الربِّ ذي‌ الجلال‌ قائلاً : صَبْراً عَلَي‌ قَضَائِكَ يَارَبِّ ، لاَ إلَهَ سِوَاكَ ، يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ! [27]

وأقبل‌ فرسُه‌ يدور حوله‌ ويمرّغ‌ ناصيتَه‌ بدمه‌ ويشمّه‌ ويصهَل‌ صهيلاً عالياً ، [28] ورُوي‌ عن‌ الإمام‌ أبي‌جعفر محمّد الباقر عليه‌ السلام‌ أنّه‌ كان‌ يقول‌ :

الظَّلِيمَةَ الظَّلِيمَةَ مِنْ أُمَّةٍ قَتَلَتِ ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّهَا . [29]

وتوجّه‌ نحو المخيّم‌ .

ونادت‌ أمّ كلثوم‌ :

وَا مُحَمَّدَاهْ ، وَا أَبَتَاهْ ، وَا عَلِيَّاهْ ، وَا جَعْفَرَاهْ ، وَاحَمْزَتَاهْ ! هَذَا حُسَيْنٌ بِالعَرَاءِ صَرِيعٌ بِكَرْبَلاءَ . [30]

ونادت‌ زينب‌ :

وَا أَخَاهْ ، وَا سَيِّدَاهْ ، وَا أَهْلَ بَيْتَاهْ ، لَيْتَ السَّمَاءَ أَطْبَقَتْ عَلَي‌ الاْرْضِ ؛ وَلَيْتَ الْجِبَالَ تَدَكْدَكَتْ عَلَي‌السَّهْلِ . [31]

وانتهت‌ نحو الحسين‌ وقد دنا منه‌ عمر بن‌ سعد في‌جماعة‌ من‌ أصحابه‌ ، والحُسين‌ يجود بنفسه‌ ! فصاحت‌ : أَيْ عُمَرُ! أَيُقْتَلُ أَبُو عَبْدِ اللَهِ وَأَنْتَ تَنْظُرُ إلَيْهِ؟!

فصرفَ بوجهه‌ عنها ودموعُه‌ تسيلُ علي‌ لحيته‌ . [32]

فصاحت‌ : وَيْحَكُمْ أَمَا فِيكُمْ مُسْلِمٌ ؟!

فلم‌ يجبها أحد ! [33] ثمّ صاح‌ عمر بن‌ سعد بالناس‌ : انزلوا إليه‌ وأريحوه‌! فبدر إليه‌ شمر فرفسه‌ برجله‌ وجلس‌ علي‌ صدره‌ ، وقبض‌ علي‌ شيبته‌ المقدّسة‌ ، وضربه‌ بالسيف‌ اثنتي‌ عشرة‌ ضربة‌ ، [34] واحتزّ رأسه‌ المقدّس‌ !!


أشعار في‌ تصوير حالات‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ وحال‌ جميع‌ المخلوقات‌

وما أروع‌ ما جسّد المرحوم‌ حجّة‌ الإسلام‌ نيّر التبريزيّ حال‌ الموجودات‌ عند شهادة‌ الإمام‌ ، كلاّ بدوره‌ وبقدر سعته‌ واستعداده‌ ، حيث‌ يقول‌ :

جان‌ فداي‌ تو كه‌ از حالتِ جانبازي‌ تو در طفِ ماريه‌ از ياد بشد شور نُشور

قُدسيان‌ سر بگريبان‌ بحجاب‌ مَلكوت‌ حُوريان‌ دست‌ بگيسوي‌ پريشان‌ ز قُصور

گوش‌ خَضرا همه‌ پُر غُلغُلة‌ ديو و پَري‌ سَطح‌ غَبْرا همه‌ پُر ولولة‌ وحش‌ و طُيور

غرق‌ درياي‌ تحيّر زلب‌ خشك‌ تو نوح‌ دست‌ حسرت‌ بدل‌ از صبر تو أيّوب‌ صَبور

مرتضي‌ با دل‌ افروخته‌ لا حَوْل‌ كنان‌ مصطفي‌ با جگر سوخته‌ حيران‌ و حَصور

كوفيان‌ دست‌ بتاراج‌ حرم‌ كرده‌ دراز آهوانِ حَرَم‌ از واهمه‌ در شيوَن‌ و شُور

أنبياء محو تماشا و ملائك‌ مَبهوت‌ شمر سرشار تمنّا و تو سرگرم‌ حُضور [35]

وما أروع‌ وأبلغ‌ ما حكي‌ آية‌ الله‌ الشعرانيّ رحمه‌الله‌ في‌ «دَمع‌ السُّجوم‌» عن‌ حقيقة‌ شهادة‌ ذلك‌ الإمام‌ :

شاهان‌ همه‌ بخاك‌ فكندند تاجها تا زيب‌ نيزه‌ شد سر شاه‌ جهان‌ عشق‌

بر پاي‌ دوست‌ سر نتوان‌ سود جز كسي‌ كو را بلند گشت‌ سر اندر سِنان‌ عشق‌

از لا مكان‌ گذشت‌ بيك‌ لحظه‌ بي‌ بُراق‌ اين‌ مصطفي‌ كه‌ رفت‌ سوي‌ آسمان‌ عشق‌

شاه‌ جهان‌ عشق‌ كه‌ جانانش‌ از أَلَسْت‌ گفت‌ اي‌ جهان‌ حُسْن‌ ، فداي‌ تو جان‌ عشق‌

تو كشتة‌ منيّ و منم‌ خون‌ بَهايِ تو بادا فداي‌ خون‌ تو كَوْن‌ و مكان‌ عشق‌ [36]

وللّهِ الحمدُ ولهُ المِنّة‌ ، فقد استغرقت‌ كتابة‌ هذه‌ الرسالة‌ أُسبوعاً واحداً ، وحُرّرت‌ أيّام‌ إقامة‌ مراسم‌ العزاء عليه‌ (سلام‌ الله‌ عليه‌) ، أي‌ في‌ الايّام‌ العشرة‌ الاُولي‌ من‌المحرّم‌ لسنة‌ ألف‌ وأربعمائة‌ واثنين‌ هجريّة‌ قمريّة‌ ، واختتمت‌ بعد شروع‌ ليلة‌ تاسوعاء الحسين‌ بساعتين‌ وربع‌ الساعة‌ بمَنّه‌ وَجودِه‌ وكرمِه‌ إنّه‌ أرحمُ الراحمين‌ .

رَبَّنَا احْشُرْنَا مَعَ الْحُسَيْنِ وَالْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ ؛ رَبَّنَا وَتَقَبَّلِ الدُّعَاءَ .

محفل‌ انس‌ است‌ دو عالم‌ ولي‌ شمع‌ دل‌ افروز حسين‌ است‌ و بس‌

آنكه‌ سُرود اين‌ دُرَرِ پاك‌ را خاك‌ ره‌ كوي‌ حسين‌ است‌ و بس‌ [37]

كتبه‌ بيُمناه‌ الداثرةِ العاشقُ المسكين‌ ، والفاني‌ المُستكين‌ ، السيّد محمّد الحسين‌ الحسيني‌ّ الطهراني‌ّ في‌البلدةِ الطيِّبةِ لِلمشهدِ الرضَوي‌ِّ المُقدَّسِ عَلي‌ مُقدِّسِها آلافُ التحيّةِ و الإكرامِ بجاهِ محمّدٍ وآلهِ البَررَةِ الكِرام‌ .

------

المراجعات:


[1] ـ وَلا أُقِرُّ لَكُم‌ إقْرَارَ العَبيد أي‌ لا أعترف‌ بعبوديّتكم‌ ولاأمكّنكم‌ من‌ نفسي‌ كالعبيد ؛ وعلي‌ ذلك‌ فإنّ لفظ‌ أُقرّ ولفظ‌ إقرار كلاهما بالقاف‌ ؛ لكنّ المرحوم‌ الميرزا محمّد تقيّ سبهر أوردهما كليهما بالفاء في‌ «ناسخ‌ التواريخ‌» المجلّد الخاصّ بسيّد الشهداء عليه‌السلام‌ (الطبعة‌ الحروفيّة‌ ج‌ 2 ، ص‌ 234 ) أي‌ : وَلا أَفرّ لَكُم‌ فِرار العبيد وترجمها بهذا المعني‌ ؛ وليس‌ ذلك‌ صحيحاً ؛ لانّ لفظ‌ لَكم‌ غلط‌ وينبغي‌ أن‌ يحلّ محلّه‌ لفظ‌ منكم‌ ، بينما نعلم‌ أنّه‌ أورده‌ بلفظ‌ لكم‌ .

وقد أورده‌ المرحوم‌ السيّد عبد الرزّاق‌ المقرّم‌ في‌ مقتله‌ ص‌ 256 بالفاء الموحّدة‌ وبدون‌ لفظ‌ «لكم‌» هكذا : ولا أَفِرُّ فِرارَ العَبيد ، وقال‌ إنّ ابن‌ نما أورده‌ علي‌ هذا النحو في‌ «مثير الاحزان‌» ص‌ 26 ؛ ثمّقال‌ : وهذا أصحّ ممّا يمضي‌ علي‌ الالسن‌ ويوجد في‌ بعض‌ المقاتل‌ بالقاف‌ من‌ الإقرار ، لانّه‌ علي‌ هذا تكون‌ الجملة‌ الثانية‌ غيرمفيدة‌ إلاّما أفادته‌ التي‌ قبلها أي‌ قوله‌ : لا أُعْطيكم‌ بيدي‌ إعطاء الذليل‌ ، بخلافه‌ علي‌ قراءة‌ «الفرار» ، فإنّ الجملة‌ الثانية‌ تفيد أنّه‌ لايفرّ من‌الشدّة‌ والقتل‌ كما يصنعه‌ العبيد .

أقول‌ : لا يمكننا تجاهل‌ ورود لفظ‌ لكم‌ في‌ بعض‌ المقاتل‌ والاكتفاء برواية‌ ابن‌ نما ؛ علي‌ أنـّنا لو لفظناه‌ بالقاف‌ لما كان‌ ذلك‌ تكراراً للمعني‌ الاوّل‌ ؛ بل‌ إنّه‌ سينفي‌ عن‌ نفسه‌ تلك‌ الحالة‌ من‌ تمكين‌ العبوديّة‌ ، و علي‌ كلّ تقدير ، فباعتبار ورود اللفظ‌ في‌ بعض‌ المقاتل‌ بالقاف‌ ومع‌ وجود لفظ‌ لكم‌ في‌ بعضها ، فإنّ من‌ الافضل‌ أن‌ يؤخذ بالمعني‌ الذي‌ اخترناه‌ أي‌ أنّني‌ لا أمكّنكم‌ من‌ نفسي‌ تمكين‌ العبيد ولاأتحمّل‌ ثقل‌ ظلمكم‌.

[2] ـ أورد هذه‌ الخطبة‌ إلي‌ هذا الحدّ : المفيد في‌ «الإرشاد» ص‌ 253 إلي‌ ص‌ 255 ؛ والمحدّث‌ القمّيّ في‌ «نفس‌ المهموم‌» ص‌ 144 إلي‌ ص‌ 146 ؛ والخوارزميّ في‌ «مقتل‌ الحسين‌» ج‌ 1 ، ص‌ 253 ؛ والسيّد عبد الرزّاق‌ المقرّم‌ في‌ المقتل‌ ، ص‌ 254 إلي‌ ص‌ 257 عن‌ الطبريّ ج‌ 6 ، ص‌ 242 ، وعن‌ مقتل‌ محمّد بن‌ أبي‌طالب‌ ، وعن‌ «مثير الاحزان‌» لابن‌ نما ، ص‌ 26 ؛ كما أورده‌ الشيخ‌ الطبرسيّ في‌ «إعلام‌ الوري‌» ص‌ 237 و 238 ؛ وفي‌ «ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 11 ، ص‌ 615 و 616 عن‌ ابن‌ كثير في‌ «البداية‌ والنهاية‌» ج‌ 8 ، ص‌ 178 ، طبع‌ مصر ، وفي‌ ص‌ 621 عن‌ الشيبانيّ : ابن‌ الاثير في‌«الكامل‌» ج‌ 3 ، ص‌ 287 ، طبع‌ المنيريّة‌ ـ مصر.

[3] ـ يقصد عُبيد الله‌ بن‌ زياد .

[4] ـ لانّ نيّتنا وإرادتنا علي‌ الصلاح‌ والتقوي‌ ، وهذا أمرٌ لا يُغلب‌ .

[5] ـ لذا فلم‌ نأتِ للحرب‌ بداعٍ من‌ حبّنا لانفسنا ، بل‌ إنّنا تهيّأنا للحرب‌ لِرفضنا سيطرة‌ العدوّ الدنس‌ اللئيم‌ علينا ؛ ذلك‌ لانّ من‌المحال‌ أن‌ يتغلّب‌ علينا ما دمنا علي‌ قيد الحياة‌؛ لذا فإنّ دولتهم‌ وحكومتهم‌ لن‌ تكون‌ إلاّ بموتنا .

[6] ـ وردت‌ هذه‌ الخطبة‌ في‌ «اللهوف‌» ص‌ 85 إلي‌ ص‌ 88 ؛ وفي‌ «نفس‌ المهموم‌» ص‌ 149 و 150 ؛ وفي‌ «مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 262 إلي‌ ص‌ 264 ؛ وفي‌ «مقتل‌ الخوارزميّ» ج‌ 2 ، ص‌ 6 و 7 ؛ وفي‌ «ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 11 ، ص‌ 624 و 625 . وأوردها في‌ «الملحقات‌» عن‌ الخوارزميّ بهذه‌ العبارات‌ التي‌ نقلناها بأدني‌ اختلاف‌ ، وعن‌ العلاّمة‌ ابن‌عساكر الدمشقيّ في‌ تاريخه‌ (حسب‌ ما جاء في‌ منتخبه‌ ، ج‌ 4 ، ص‌ 333 ) بأدني‌ اختلاف‌ في‌ اللفظ‌ ؛ كما أورد مختصر هذه‌ الخطبة‌ في‌ «كشف‌ الغمّة‌» ص‌ 181 ؛ وذكرها في‌ «تحف‌ العقول‌» ص‌ 240 إلي‌ ص‌ 242 ، تحت‌ عنوان‌ رسالته‌ عليه‌ السلام‌ لاهل‌ الكوفة‌ ؛ وأوردها الشيخ‌ الطبرسيّ في‌ «الاحتجاج‌» ج‌ 2 ، ص‌ 24 و 25 ، من‌ طبع‌ النجف‌، عن‌ مصعب‌ بن‌ عبد الله‌ إلي‌ آخر الاشعار التي‌ تمثّل‌ بها الإمام‌ عليه‌ السلام‌.

[7] ـ جاء في‌ «الاحتجاج‌» و«نفس‌ المهموم‌» و«دمع‌ السجوم‌» بلفظ‌ كفر القوم‌ .

[8] ـ ضبطها آية‌ الله‌ الشعرانيّ في‌ «دمع‌ السجوم‌» ص‌ 187 ، بلفظ‌ قَتَلوا القَرْمَ ؛ والقرم‌ هو السيّد والعظيم‌ .

[9] ـ أي‌ مكّة‌ و المدينة‌ .

[10] ـ يزيد و عُبيد الله‌ بن‌ زياد .

[11] ـ والوَرْد هو الورد الاحمر المعروف‌ ، ويمكن‌ أن‌ يكون‌ هنا بمعني‌ الشجاع‌ الجري‌ء .

[12] ـ «كشف‌ الغمّة‌» ص‌ 183 ؛ و«احتجاج‌ الطبرسيّ» ج‌ 2 ، ص‌ 25 و 26 ، طبع‌ النجف‌ الاشرف‌ ؛ و«نفس‌ المهموم‌» ص‌ 218 ؛ وذكر في‌ «ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 11 ، ص‌ 644 تسعة‌ أبيات‌ من‌هذه‌ الاشعار ، وهي‌ الاوّل‌ والثاني‌ والثالث‌ والعاشر إلي‌ الخامس‌عشر ، عند شهادة‌ طفله‌ الصغير عن‌ «وسيلة‌ المآل‌» ص‌ 178 ، وعن‌ «أهل‌البيت‌» ص‌ 444 ، وأورد خمسةً وعشرين‌ بيتاً ملفّقةً من‌ بعض‌ هذه‌ الاشعار ومن‌ غيرها عند رجوع‌ الإمام‌ إلي‌ خيام‌ الحرم‌ ، عن‌ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 346 و 347 ، وخمسة‌ عشر بيتاً عن‌ عبد الغفّار الهاشميّ الافغانيّ في‌ كتاب‌ «أئمّة‌ الهدي‌» ص‌ 104 .

[13] ـ «مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 320 ، عن‌ «تاريخ‌ الطبريّ» ج‌ 6 ، ص‌ 259 ؛ و«اللهوف‌» ص‌ 105 .

[14] ـ أمير المؤمنين‌ علي‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌ .

[15] ـ «مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 320 ، عن‌ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌2 ، ص‌ 223 .

[16] ـ «اللهوف‌» ص‌ 105 و 106 ؛ و «مقتل‌ الخوارزميّ» ج‌ 2 ، ص‌ 33 ؛ و «مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 320 و 321 عن‌ «اللهوف‌» .

[17] ـ «اللهوف‌» ص‌ 105 ؛ و «مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 324 .

[18] ـ «مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 324 و 325 عن‌ «مقتل‌ العوالم‌» وعن‌«نفس‌ المهموم‌» وعن‌ «مقتل‌ الخوارزميّ».

[19] ـ «اللهوف‌» ص‌ 106 و 107 ؛ و«مقتل‌ المقرّم‌» عن‌ «نفس‌ المهموم‌» وعن‌ «مقتل‌ الخوارزميّ» وعن‌ «اللهوف‌» .

[20] ـ «مقتل‌ المقرّم‌» عن‌ «مقتل‌ الخوارزميّ» و عن‌ «اللهوف‌» .

[21] ـ «اللهوف‌» ص‌ 107 ، و«مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 326 ، عن‌«كامل‌» ابن‌ الاثير ج‌ 4 ، ص‌ 31 ، وعن‌ «مقتل‌ الخوارزميّ» ج‌ 2 ، ص‌ 35 .

[22] ـ «اللهوف‌» ص‌ 110 .

[23] ـ «مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 329 ، عن‌ «الإتحاف‌ بحبّ الاشراف‌» ص‌ 16 .

[24] ـ «اللهوف‌» ص‌ 110 و 111 ؛ و«مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 329 عن‌«اللهوف‌» .

[25] ـ «مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 329 عن‌ «مقتل‌ العوالم‌» وعن‌ «مقتل‌ الخوارزمي‌ّ» .

[26] ـ «مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 329 ، عن‌ ابن‌ نما ، ص‌ 39 ؛ و«المجالس‌ السنيّة‌» ، المجلس‌ 69 .

[27] ـ «مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 331 ، عن‌ «أسرار الشهادة‌» ص‌ 423 .

[28] ـ «مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 332 ، عن‌ «تظلّم‌ الزهراء» ص‌ 129 ، وعن‌ «بحار الانوار» ج‌ 10 ، ص‌ 205 .

[29] ـ «مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 332 ، عن‌ «مقتل‌ الخوارزميّ» ج‌ 2 ، ص‌ 37 .

[30] ـ «مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 332 ، عن‌ «بحار الانوار» ج‌ 10 ، ص‌ 206 (ج‌ 45 ، ص‌ 60 من‌ الطبعة‌ الحروفيّة‌) ، و«مقتل‌ الخوارزميّ» ج‌ ،ص‌ 37

[31] ـ «اللهوف‌» ص‌ 110 ؛ و «مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 332 عن‌ «اللهوف‌» ؛ و«بحار الانوار» ج‌ 45 ، ص‌ 54 ، الطبعة‌ الحروفيّة‌ .

[32] ـ «مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 333 ، عن‌ «كامل‌» ابن‌ الاثير ، ج‌ 4 ، ص‌32 .

[33] ـ «مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 333 ، عن‌ «إرشاد» المفيد .

[34] ـ «مقتل‌ المقرّم‌» ص‌ 333 ، عن‌ «مقتل‌ العوالم‌» ص‌ 100 ، وعن‌ «مقتل‌ الخوارزميّ» ج‌ 2 ، ص‌ 73 .

[35] ـ «آتشكده‌ نيّر» ص‌ 121 و 122 .

يقول‌ : «بنفسي‌ أنت‌ ! فقد أنسي‌ فداك‌ في‌ طفّ مارية‌ اضطراب‌ القيامة‌ والنشور .

فالملائكة‌ تجلس‌ ساهمة‌ واجمة‌ بحجاب‌ الملكوت‌ ، والحور تنشر ذوائبها المشوّشة‌ في‌ القصور .

غوغاء الجنّ والشياطين‌ يملا سمع‌ السماء الزرقاء ، وسطح‌ الغبراء يَضجّ بولولة‌ الوحش‌ والطيور .

لقد غرق‌ نوح‌ في‌ بحر الحيرة‌ والدهشة‌ من‌ شفتك‌ اليابسة‌ الظمأي‌ ، وتحسّر ـ حيثُ صبرتَ ـ أيّوبُ الصبور .

يُتَمتِم‌ المرتضي‌ بـ «لاحَوْل‌...» بقلبٍ مستعر ، والمصطفي‌ حيران‌ بفؤاد مغموم‌ مسجور.

لقد تطاول‌ أهل‌ كوفان‌ لنهب‌ الحرم‌ ، بينما ضجَّ كلُّ ظبي‌ٍ منهنّ وهو ناحبٌ مذعور .

كان‌ الانبياء غارقين‌ في‌ التطلّع‌ ، والملائكةُ مبهوتين‌ ، وكان‌ الشمر طافحاً بالاماني‌ ، وكنتَ منهمكاً مشغولاً في‌ الحضور» .

[36] ـ «دمع‌ السجوم‌» ، هامش‌ ص‌ 196 .

يقول‌ : «لقد ألقي‌ الملوك‌ جميعاً بتيجانهم‌ إلي‌ الارض‌ ، حين‌ زيّن‌ الرمحَ رأس‌ ملك‌ عالم‌ العشق‌ .

فلن‌ يمكن‌ لاحد أن‌ يُمرّغ‌ جبهته‌ علي‌ قدم‌ الحبيب‌ ، إلاّ ذلك‌ الذي‌ رفعوا رأسه‌ علي‌ سنان‌ العشق‌ .

لقد تخطّي‌ اللا مكان‌ بلحظةٍ واحدة‌ دونما بُراق‌ ، هذا المصطفي‌ الذاهب‌ إلي‌ سماء العشق‌ .

وملِكُ عالم‌ العشق‌ الذي‌ قال‌ له‌ خالقُه‌ منذ (أَلَسْت‌) : يا عالم‌ الحُسن‌ ، فِداك‌ روح‌ العشق‌ .

أنت‌ قتيلي‌ ، وأنا ديةُ دمك‌ ، ولْيكُن‌ فداء دمك‌ كَوْن‌ وعالم‌ العشق‌!»

[37] ـ يقول‌ : «كلا العالمين‌ محفل‌ للانس‌ ، لكنّ الشمع‌ الذي‌ ينير القلوب‌ هو الحسين‌ لاسواه‌ .

وإنّ منشد هذه‌ الدرر الطاهرة‌ ، ترابٌ في‌ مسير درب‌ الحسين‌» .



---------
****
****
****
****
***********
*******
***
*
السلام عليك ياابا عبد الله
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى